وَبَدَّلْتُ التَّثَاقُلَ مِنْ نَشَاطِي ... وَمِنْ حُسْنِ النَّضَارَةِ بِالشُّحُوبِ
كَذَاكَ الشَّمْسُ يَعْلُوهَا اصْفِرَارٌ ... إِذَا جَنَحَتْ وَمَالَتْ لِلْغُرُوبِ
تُحَارِبُنَا جُنُودٌ لا تُجَاري ... وَلا تُلْقَى بِآسَادِ الْحُرُوبِ
هِيَ الأَقْدَارُ وَالآجَالُ تَأْتِي ... فَتَنْزِلُ بِالْمُطَبَّبِ وَالطَّبِيبِ
تُفَوِّقُ أَسْهُمًا عَنْ قَوْسِ غَيْبٍ ... وَمَا أَغْرَاضُهَا غَيْرُ الْقُلُوبِ
فَأَنّى بِاحْتِرَاسٍ مِنْ جُنُودٍ ... مُؤَيَّدَةٍ تُمَدُّ مِنَ الْغُيُوبِ
وَمَا آسَى عَلَى الدُّنْيَا وَلَكِنْ ... عَلَى مَا قَدْ رَكِبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ
فَيَا لَهْفِي عَلَى طُولِ اغْتِرَارِي ... وَيَا وَيْحِي مِنَ الْيَوْمِ الْعَصِيبِ
إِذَا أَنَا لَمْ أَنُحْ نَفْسِي وَأَبْكِي ... عَلَى حَوْبِي بِتَهْتَانٍ سَكُوبِ
فَمَنْ هَذا الَّذِي بَعْدِي سَيَبْكِي ... عَلَيْهَا مِنْ بَعِيدٍ أَوْ قَرِيبِ؟
اللَّهُمَّ طهر قلوبنا بالتوبة النصوح من الفساد واجمع قلوبنا على محبتك وخشيتك وأهدنا إلى أقرب الطريق إليك والله أعلم وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد.
«فَصْلٌ» (فوائد متنوعة ومواعظ نافعة)
قَالَ في الفنون من عجيب ما نقدت من أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار وموت الأقارب والأسلاف والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله وذكر نكد العيش فيه.
وقد رأوا من انهدام الإسلام وشعث الأديان وموت السنن وظهور البدع وارتكاب المعاصي وتقضي العمر في الفارغ الَّذِي لا يجدي والقبيح الَّذِي يوبق ويؤذي فلا أجد منهم من ناح على دينه ولا بكى على فارط عمره ولا آسى على فائت دهره.
وما أرى لذلك سبباً إلا قلة مبالاتهم بالأديان وعظم الدنيا في عيونهم ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ وينوحون على الدين، قلت فكيف لو