للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوَافِيَةَ وَارْزُقْنَا الإخْلاص فِيْ أعْمَالِنَا وَالصِّدْقَ في أَقْوَالِنَا وَعُدْ عَلَيْنَا بإصْلاح قُلُوبِنَا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

شِعْرًا:

دَعُونِي عَلَى نَفْسِيْ أَنُوحُ وأَنْدُبُ ... بِدَمْعٍ غَزِيرٍ وَاكِفٍ يَتَصَبَّبُ

دَعُونِي عَلَى نَفْسِيْ أَنُوحُ فإِنَّني ... أَخُافُ على نَفْسِي الضَّعِيفةِ تَعْطَبُ

وَإِنِي حَقِيقٌ بالتَضرُّع والبُكَا ... إذا مَا هَذَا النُّوامُ واللَّيْلُ غَيْهَبُ

وَجَالَتْ دَوَاعِي الحُزِنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وغَارَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ وانْقضَّ كَوْكَبُ

كَفَى أَنَّ عَيْنِي بِالدُمُوعِ بَخِيْلَةٌ ... وأَنِّي بآفَاتِ الذُنُوبِ مُعَذَّبُ

فَمَنْ لِي إِذا نَادَىَ المُنادِي بِمَنْ عَصَى ... إِلَى أَيْنَ إِلْجَائِي إِلَى أَيْنَ أَهْرُبُ

وَقَدْ ظَهَرَتْ تِلْكَ الفَضَائِحُ كُلُّهَا ... وَقَدْ قُرِّبَ المِيزانُ والنارُ تَلْهَبُ

فَيَا طُولَ حُزْنِي ثُمَّ يَا طُولَ حَسْرَتِي ... لَئِنْ كُنْتُ في قَعْرِ الجحِيمِ أُعَذَّبُ

فَقَد فَازَ بالمُلْكِ العَظيمِ عِصَابةٌ ... تَبيتُ قِيَامًا في دُجَى اللَّيلِ تَرْهَبُ

إِذا أَشْرَفَ الجَبَّارُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ... وقد زُيِّنتْ حُورُ الجِنانِ الَكوَاعِبُ

فَنَادَاهُمُ أَهْلاً وسَهْلاً وَمَرْحَبًا ... أَبَحْتُ لَكُمْ دَارِي وما شِئْتُمُ اطْلُبُوا

قال العلماءُ: وتعظُمُ الصغيرةُ بأسبابٍ منها: أنْ يَسْتَصْغِرَها الإِنسانُ ويَسْتَهينَ بها فلا يَغْتمَّ بسبَبِها ولا يُبَالي، ولكنَّ المؤمنَ المُجِلَّ للهِ المُعَظِّمَ له هو المستعظمُ لِذَنْبِهِ وإنْ صَغُر فإنَّ الذنْبَ كُلَّما استعظَمَهُ العَبْدُ َصَغُرَ عِنْدَ اللهِ تعالى وكُلَّما استصغرَهُ كَبُرَ عِنْدَ اللهِ تعالى فإنَّ استعظامَهُ يَكونُ عَنْ نُفُورِ القلبِ مِنْهُ وكَراهيَتِهِ لَهُ.

قال ابنُ مسعودٍ: إنَّ المؤمنَ يَرَى ذَنْبَهُ كَأَنَّهُ في أَصلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذَنْبَهُ كذُبابٍ وقَعَ على أنفِهِ فقال بِهِ هَكَذَا، أخْرجاه في الصحيحين. وفي البُخاري مِنْ حَديثِ أنسٍ رضي الله عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>