للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْراً: ... دَعِ الرِّيَاءَ لِمَنْ لَذَّ الرِّيَاءُ لَهُ ... فَإِنَّهُ الشِّرْكُ فَاحْذَرْ زَلَةَ القَدَمِ

وَمُتْ عَلَى المِلَّةِ السَمْحَاءِ مَوْتَ فَتَى ... رَأي الْمَمَاتَ عَلَيْهَا أَكْرَمَ الكَرَمِ

آخر: ... يُلْبِسُ اللهُ فِي العَلاَنْيَةِ الْعَبْدَ الَّذِي ... كَانَ يَخْتَفِي فِي السَّرِيْرَةِ

حَسَناً كَانَ أَوْ قَبِيْحاً سَيُبْدَى ... كُلُّ مَا كَانَ ثُمَّ مِنْ كُلِّ سِيَرةِ

فَاسْتَحِ مِنَ اللهِ أَنْ تُرائِي لِلنَّاسِ ... فإِنَّ الرِّيَاءَ بِئْسَ الذَّخِيْرَةِ

وفِي صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبِيّ ? قال يَقُولُ الله تبارك وتعالى: أَنَا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فِيه غيري تركته وشركه، وأخرجه ابن ماجه ولفظه فأنَا منه بريء وَهُوَ للذي أشرك.

وأخرج الإمام أَحمَدُ عن شداد بن أوس عن النَّبِيّ ? قال: من صلي يرائي فقَدْ أشرك ومن تصدق يرائي فقَدْ أشرك فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا خَيْر قسيم لمن أشرك بي شيئاً فإن جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الَّذِي أشرك به أَنَا عنهُ غني، وأخرج الإمام أَحمَدُ والترمذي من حديث أبي سعيد ابن أبي فضالة وكَانَ من الصحابة قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: إِذَا جمَعَ الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فِيه نادا مناد من كَانَ أشرك فِي عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عِنْدَ غَيْر الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن الله أغني الشركاء عن الشرك انتهي وَاللهُ أَعْلم.

(فَصْلٌ)

القسم الرابع: من المرائين المتحدثين بأعمالهم بعد تمامها كأن يَقُولُ الواحد: صليت كَذَا وصمت كَذَا وحججت كَذَا من أفعال الْخَيْر وهَذَا وإن كَانَ لا يحبط الْعَمَل الَّذِي تم عَلَى وجه صحيح إلا أنه ينظر إلي مقصده من التحدث بذَلِكَ فإن كَانَ فساداً كَانَ محرماً وإن كَانَ فراراً من ذم النَّاس ورغبة فِي مدحهم بدون أن يقصد منها الوصول إلي غرض غَيْرَ ذَلِكَ كَانَ ملوماً من جهة واحدة وأنه قصد رياء النَّاس بطاعة الله وقَدْ علمت أن ذَلِكَ لا يجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>