وقال تعالى:{وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} المراد الرحم والقرابة.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» .
وأخرج أبو يعلى بإسناد جيد عن رجل من خثعم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو فِي نفر من أصحابه فقلت: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟ قال:«نعم» . قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب إِلَى الله؟ قال:«الإيمان بالله» . قلت: يا رسول الله ثم مه.
قال:«ثم صلة الرحم» . قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إِلَى الله؟ قال:«الإشراك بالله» . قال: يا رسول الله ثم مه؟ قال:«ثم قطيعة الرحم» . قال: قلت ثم مه قال: «الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف» .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابًا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فِي سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر فِي أصحابه ثم قال: «لقد وفق أو لقد هدي» . قال: كيف قلت؟ قال: فأعادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم» .
وفي رواية:«وتصل ذا رحمك» . فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن تمسك بما أمرته دخل الجنة» . وأخرجا أيضًا عن عائشة