للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَالشَّيْبُ هَلْ يُوقِظُنِي صُبْحُهُ ... فَالنَّوْمُ فِي لَيْلٍ مِنَ اللَّهْوِ طَالْ

وَكِسْرَتِي مِنْ عُسْرَتِي هَلْ تَقِي ... وَعَثْرَتِي مِنْ عِبْرَتِي هَلْ تُقَالْ

هَذَا زَمَانِي فِي تَوَلٍّ وَفِي ... عَزْمِي تَوَانٍ وَالْهَوَى فِي تَوَالْ

حَالُ مَنْ احْتَلَّ بِدَارِ الْبَلا ... وَلَمْ يحدِّثْ نَفْسَهُ بِارْتِحَالْ

يَا رَبِّ مَا الْمُخْلِصُ مِنْ زَلَّتِي ... لا عَمَلٌ لا حُجَّةٌ لا احْتِيَالْ

يَا رَبِّ مَا يَلْقَاكَ مِثْلِي بِهِ ... عَنْ طَاعَةِ لَمْ أَلْقَهَا بِامْتِثَالْ

يَا رَبِّ لا أَحْمِلُ حَرَّ الصَّبَا ... فَكَيْفَ بِالنَّارِ لِضَعْفِي احْتِمَالْ

أَمْ كَيْفَ عُذْرِي وَقَدْ أَعْذَرْتَ لِي ... بِأَخْذِ حُذْرِي مِنْ دَوَاعِي النِّكَالْ

رَحْمَتَكَ اللَّهُمَّ فَهِيَ الَّتِي ... لَهَا عَلَى الْعَاصِينَ مِثْلِي انْثِيَالْ

وَلا تُعَامِلْنَا بِأَعْمَالِنَا ... لَكِنْ رَجَا آمَالِنَا صِلْ وَوَالْ

اللهم نور قلوبنا واشرح صدورنا واستر عيوبنا وأَمِّنْ خوفنا واختم بالصالحات أعمالنا واجعلنا من عبادك الصالحين وحزبك المفلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ) : ثم اعلم أن قصر الأمل ديدن العلماء العاملون المتقون الورعون المبعدون عن التكالب على الدنيا الزاهدون في حطامها الفاني وكذلك أرباب القلوب الواعية وإن لم يكونوا علماء يقصرون أملهم ويحتقرون الدنيا ويعلمون أنها زائلة عكس ما عليه أكثر أهل هذا الزمان عبيد الدنيا للبطون والفروج.

شِعْرًا: ... لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًّا فِي تَنَعُّمِهِ ... قَدْ يَكْثُرُ الْمَالُ مَقْرُونًا بِهِ الْكَدَرُ

تَصْفُو الْعُيُونُ إِذَا قَلَّتْ مَوَارِدُهَا ... وَالْْمَاءُ عِنْدَ ازْدِيَادِ النِّيلِ يَعْتَكِرُ

آخر: ... تَحَرَّزْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّ فِنَاءَهَا ... مَحَلُّ فَنَاءٍ لا مَحَلُّ بَقَاءِ

فَصَفْوفتهَا مَمْزُوجَةٌ بِكَدْوَرَةٍ ... وَرَاحَتُهَا مَقْرُونَةٌ بِعَنَاءِ

آخر: ... دَعِ الْفُؤَادَ عَنِ الدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا ... فَصَفْوُهَا كَدَر وَالْوَصْلُ هُجْرَانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>