للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. يَهْوِي مَعَ الآمَالِ مُسْتَرْسِلاً ... طُلُوعُ الْهَوَى حَيْثُ أَمَالَته مَالْ

تَخْدَعُهُ النَّفْسَ بِتَخْيِيلِهَا ... وَهَلْ خَيَالُ النَّفْسِ إِلا خَبَالْ

يَخَالُ أَنْ الأمْرَ جَارٍ عَلَى ... تَدبِيْرُهُ.. هَيْهَاتَ مِمَّا يَخَالْ

وَالْخَلْقَ وَالأمْر لِمَنْ لَمْ يَزَل ... فِي مُلْكِهِ الْمَلْك وَمَا إِنْ يَزَالْ

وَالْفِعْلُ وَالتَّرْكُ لُيل عَلَى ... مُرَادِهِ وَالْكُلُّ طَوْعُ انْفِعَالْ

يُعْطِي فَلا مَنْعٌ وَيَقْضِي فَلا ... دَفْع وَيُمْضِي حُكْمُهُ لا يُبَالْ

يُدَبِّرُ الأمْرَ فَعَنْ أَمْرِهِ ... تَقْدِيرُ مَا فِي الْكَوْنِ سُفْلٍ وَعَالْ

يُضِلُّ يَهْدِي حُكْمُهُ أَنْفَذَتَ ... فَضْلاً وَعَدْلاً فِي هُدىً أَوْ ضَلالْ

وَحُكْمُهُ الْبَارِئ فِي حُكْمِهِ ... مَا لِمَجَال الْعَقْل فِيهَا مَجَالْ

وَالرَّبَ لا يُسْأَلُ عَنْ فِعْلِهِ ... قَدْ قُضِيَ الأَمْرُ فَفِيمَ السُّؤَالْ؟!

فَيَا أَخَا الْفِكْرِ اشْتِغَالاً بِمَا ... فِي غَيْرِهِ لِلْفِكْرُ حَقَّ اشْتِغَالْ

سَلِّمْ فَفِي التَّسْلِيمِ مِنْ كُلِّ مَا ... يَنْفَذُ تَسْلِيم وَتَنْعِيمُ بَالْ

وَارْضِ بِمَا فَاتَكَ أَوْ نِلْتَهُ ... فَعَكْسِهِ مَا لَكَ فِيهِ مَجَالْ

وَفَوِّض الأَمْرَ إِلَى الْحَقِّ لا ... تَرْكَنْ مِنَ الدُّنْيَا لِحَال مُحَالْ

فَذُو الْحِجَى فِيمَا اتَّقَى وَارْتَجَى ... بِالْعَدْلِ حَالَ وَمِنَ الْعَذْلِ خَالْ

يَرْضَى بِقِسْمِ الرَّبِّ كُلَّ الرِّضَا ... فِي كُلِّ حَالٍ مَا عَنِ الْعَهْدِ حَالْ

يُرَى خَلالَ الشُّكْرِ وَالصَّبْرُ فِي ... مَا سَرَّ أَوْ سَاءَ أَبَرَّ الْخِلالْ

فَهُوَ عَلَى الْحَالَيْنِ قَدْ نَالَ مِنْ ... مُنَاهُ فِي الدَّارَيْنِ أَقْصَى مَنَالْ

مَا أَقْصَرَ الدُّنْيَا عَلَى مُرِّهَا ... كَالظِّلِّ مَا أَقْصَرَ مَدَّ الظِّلالْ!

فَافْطَن لَهَا حَزمًا فَفِي ظِلِّهَا ... مَا قَالَ يَوْمًا حَازِم حَيْثُ قَالْ

مَا يَقَظَاتِ الْعَيْشِ إِلا كَرَىً ... وَلا مَرَائيَ الْعَيْنُ إِلا خَيَالْ

يَا لَيْتَ شِعْرِي وَالْمُنَى عِبْرَة ... وَالشِّعْرُ قَوْلٌ قَدْ يُنَافِي الْفِعَالْ

<<  <  ج: ص:  >  >>