للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج

يَا سَوْأَتَا مِمَّا اكْتَسَبْتُ وَيَا ... أَسَفِي عَلَى مَا فَاتَ مِنْ عُمْرِي

أَلا أَكُونُ عَقِلْتُ شَأْنِي فَاسْتَقْبَلْتُ ... مَا اسْتَدْبَرْتُ مِنْ أَمْرِي

اللهم ثبت قلوبنا على دينك وألهمنا ذكرك وشكرك واختم لنا بخاتمة السعادة واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

ولما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت: فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه. فقال: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم» . فلما مات صلى الله عليه وسلم قالت: يا أبتاه أجاب رب دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.

فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة رضي الله عنها: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب.

ولما بلغت أبا بكر وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان نائمًا عند ابنه خارجة بالسنخ جاء حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن وجهه ووضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال: وانبياه واخليلاه واصفياه وخنقه البكاء ثم خرج للناس وعمر يكلمهم فقال: اجلس يا عمر. قال أبو بكر أما بعد:

من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} .

قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها. ويقول حافظ إبراهيم في عمر حول هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>