للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبار النهي محمولة على بكاء معه ندب أو نياحة. وعن أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيًا لها في الموت.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر وتحتسب» . فعاد الرسول فقال: إنها أقسمت لتأتينها.

قال: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل قال: فانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» . متفق عليه.

شِعْرًا:

إِنْ كُنْتَ تَرْجُو مِنَ الرَّحْمَنِ رَحْمَتُهُ ... فَارْحَمْ ضِعَافَ الْوَرَى يَا صَاحِ مُحْتَرِمًا

وَأَقْصِدْ بْذَلِكَ وَجْه اللهِ خَالِقُنَا ... سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ قَدْ بَرَى النَّسَمَا

وَاطْلُبْ بِذَلِكَ مِنْ مَوْلاكَ رَحْمته ... فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مِنْ رَحِمَا

آخر:

اصْبِرْ لِمُرّ حَوَادِثٍ تَجْرِي ... فَلْتَحْمِدَنَّ مَغَبَّةَ الصَّبْرِ

واجْهَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَيْتَتِهَا ... وَاذْخَرْ لِيَوْمِ تَفَاضُلَ الذُّخْرِ

فَكَأَنَّ أَهْلَكَ قَدْ دَعَوْكَ فَلَمْ ... تَسْمَعْ وَأَنْتَ مُحَشْرِجَ الصَّدْرَ

وَكَأَنَّهُمُ قَدْ قَلَّبُوكَ عَلَى ... ظَهْرِ السَّرِيرِ وَأَنْتَ لا تَدْرِي

وَكَأَنَّهُمْ قَدْ زَوَدُوَكَ بِمَا ... يَتَزَوَّدُ الْهَلْكَى مِنَ الْعِطْرِ

يَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ إِذَا ... غُسِلْتَ بِالْكَافُورِ وَالسِّدْرِ

أَوْ لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَنْتَ عَلَى ... نَبْشِ الضَّرِيحِ وَظُلْمَةِ الْقَبْرِ

يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا أَقُولُ إِذَا ... وَضِعَ الْكِتَاب صَبِيحَةِ الْحَشْرِ

مَا حُجَّتِي فِيمَا أَتَيْتُ عَلَى ... عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ وَمَا عُذْرِي

<<  <  ج: ص:  >  >>