كماله من شَيْء إلا عياله، وكَانَ أبو عبيدة يحمل سطلاً لَهُ من خشب إلي الحمام وَهُوَ أمير.
وَقَالَ ثابت بن مالك: رَأَيْت أبا هريرة أقبل من السوق يحمل حزمة حطب وَهُوَ يومئذ خليفة لمروان، فَقَالَ أوسع الطَرِيق للأمير يا ابن مالك، وعن الأصبغ بن نباتة قال: كأني أنظر إلي عمر رَضِيَ اللهُ عنهُ معلقاً لحماً فِي يده اليسري وفِي يده اليمني الدرة يدور فِي الأسواق حتي دخل رحله، وَقَالَ بَعْضهمْ رَأَيْت علياً رَضِيَ اللهُ عنهُ قَدْ اشتري لحماً بدرهم فحمله فِي ملحفته، فقُلْتُ لَهُ أحمل عنكَ يا أمير الْمُؤْمِنِين، فَقَالَ لا، أبو العيال أحق أن يحمل.
وروي أن عمر بن عَبْد الْعَزِيز أتاه ليلة ضيف وكَانَ يكتب فكاد السراج يطفأ، فَقَالَ الضيف: أقوم إلي المصبح فأصلحه فَقَالَ: لَيْسَ من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه، قال: أفأنبه الغلام؟ فَقَالَ: هِيَ أول نومة نامها. فقام فأخذ البطة فملأ المصباح زيتاً، فَقَالَ الضيف: قمت أَنْتَ بنفسك يا أمير المؤمنين! فَقَالَ: ذهبت وأنَا عمر ورجعت وأنَا عمر ما نقص مني شَيْء وخَيْر النَّاس من كَانَ عِنْدَ الله متواضعاً ومن آثار الكبر تطويل الشارب الضي يسمي شنبات كأنها ريش الجعل إِذَا ابتدأ بالطيران أو نزل قبل أن يدخله، قال الله تعالى:{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} .
وكَذَلِكَ إمالة العقال إلي الجبهة أو إلي جانب الرأس.
ومن آثاره إسبال الثياب والتفاخر بها.
وحكي أن مطرف بن عَبْد اللهِ بن الشخِّيْر نظر إلي المهلب بن أبي صفرة وعَلَيْهِ حلة يسحبِهَا ويمشي الخيلاء، فَقَالَ مطرف: يا عَبْد اللهِ ما هذه المشية التي يبغضها الله ورسوله فَقَالَ المهلب: أما تعرفني وتنهاني مِمَّا رَأَيْت فَقَالَ: بل أعرفك أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وحشوك فيما بين ذَلِكَ بول وعذرة، قال بعضهم.