وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا واجعلنا هداة مهتدين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(موعظة) : عباد الله طاعة الله صلاح في الأرض لهذا أمر الله عز وجل بالطاعات وهذه الطاعات ترضيه سبحانه وتعالى لأنه شكور غفور وهذه الطاعات هي السبب الذي به يكون يسر العباد فيكونون في حياتهم هذه في سعادات وهي التي إذا بعثوا أدخلهم بها الله الجنات، فالناس إذا لزموا طاعة الله نالوا الخير والسعادة بعد الممات وخير ما تزوده المرء تقوى الله.
عن أبي ذر الغفاري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي.
هذا حديث عظيم خاطب فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحابي الجليل أبا ذر أحد السابقين في الإسلام وتلبية دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما اسلم والنبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ورأى من حرصه على المقام معه وعلم أنه لا يقدر على ذلك قال له هذه المقالة.
واشتملت هذه المقالة على أمور ثلاثة جمع فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين حق الله وحقوق العباد فحق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته والتقوى كلمة جامعة للفضائل والكمالات مانعة من النقائض والرذالات وبعبارة أخرى هي امتثال الأمر واجتناب النهى والوقوف عند الحد الشرعي الذي حده الله ورسوله.
وهذه الوصية هي وصية الله للأولين والآخرين ووصية كل رسول لقومه أن يقولوا اعبدوا الله واتقوه ويجب أن تعلم وأن التقوى في الدارين باب واسع للمتقي الملازم للأدب ينفذ منه أن نزلت بالناس شدائد أو نزل شدة لا مفر