تَعَالَى:{وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} ، وَقَالَ عز من قائل:{يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا:{وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} الحميم الَّذِي قَدْ انتهى حره، والغساق قيل: إنه ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه، وقيل: الزمهرير البارد الَّذِي يحرق من برده، قاله ابن عباس، وعن عَبْد اللهِ بن عمرو قال: الغساق القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهرق في المغرب لأنتنت أَهْل المشرق، ولو أهريقت في المشرق، لأنتنت أَهْل المغرب، وَقَالَ مجاهد:(غساق) الَّذِي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده، وَقَالَ قتادة: هُوَ ما يغسق أي يسيل من القيح والصديد من جلود أَهْل النار ولحومهم، وفروج الزناة ودموع أَهْل النار وعروقه، وَقَالَ كعب: غساق عين في جهنم يسيل إليها حمة كُلّ ذات حمة من حية وعقرب وغير ذَلِكَ، فيستنقع فيؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة، فيخَرَجَ وقَدْ سقط جلده ولحمه عن العظام.
ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه ويجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه. رواه ابْن أَبِي حَاتِم. وأما الصديد فَقَالَ مجاهد في قوله تَعَالَى:{وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ} ، قال: يعني: القيح والدم، وَقَالَ قتادة: ما يسيل من بين لحمه وجلده، وَقَالَ تَعَالَى:{يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} .
وخَرَجَ الإمام أَحَمَد، والترمذي من حديث أبي أمامة عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله:{وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} قال: يقرب إلى فيه فيكرعه، فإذا أدْنِيَ منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه،