للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواكلناهم، وعظمناهم، كما يسمع الكثير يقولون للمهاجر بالمعاصي كشارب الدخان، وحالق اللحية، ومستعمل آلات اللهو، يا معلم يا أستاذ يا سيد والواجب هجرة ليرتدع فإنا لله وإنا إليه راجعون.

شِعْرًا: ... عُرَى الأَعْمَارِ يَعْلُوهَا انْفِصَامُ ... وَأَمْرُ اللهِ مَا مِنْهُ اعْتِصَامُ

سَوَاءٌ فِي الثَّرَى مَلِكٌ وَعَبْدٌ ... ثِوَى النَّعْمَانُ حَيْثُ ثَوَى عِصَامُ

أَعِدَّ لِمَوْقِفِ الْعَرْضِ احْتِجَاجًا ... لَعَلَّكَ لَيْسَ يَقْطَعُكَ الْخِصَامُ

وَلا يَعْظُمْ سِوَى التَّفْرِيطِ خَطْبٌ ... عَلَيْكَ فَإِنَّهُ الْخَطْبُ الْعِظَامُ

ابِنْ لِي هَلْ تُبَارِزْ أَمْ تُوَلِّي ... إِذَا شَرَكْتَ بِكَ الْحَرْبُ الْعُقَامُ

وَلَمْ تَعْرَفْ وَقَدْ فَجِئَ انْتِقَالٌ ... أَغَفْرٌ لِلذُّنُوبِ أَمْ انْتِقَامُ

تَوَقَّ مِن السِّفَار عَلَى اغْتِرَارِ ... فَلَيْسَ لِسَاكِنِي الدُّنْيَا مَقَامُ

وَإِنَّ الْمَوْتَ لِلأَتْقَى شِفَاءٌ ... كَمَا أَنَّ الْحَيَاةَ لَهُ سَقَامُ

حَذارِ حَذَارِ إِنَّكَ فِي بِحَارٍ ... مِنَ الدُّنْيَا طَمَتْ فَلَهَا التِّطَامُ

وَتَعْلَمُ أَنَّهَا تُرْدِي يَقِينًا ... وَمِنَّا فِي غَوَارِبِهَا اقْتِحَامُ

وَإِنَّ مِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ أَمَرَّتْ ... مَوَارِدُهَا وَإِنْ كَثُرَ الزِّحَامُ

آخر: ... هُوَ الزَّمَانُ فَلا عَيْشٌ يَطِيبُ بِهِ ... وَلا سُرُورٌ وَلا صَفْوٌ بِلا كَدَرِ

يَجْنِي الْفَتَى فَإِذَا لِيمَتْ جَنَايَتُهُ ... أَحَال مِنْ ذَنْبِهِ ظُلْمًا عَلَى الْقَدَرِ

وَكُلُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ يُعْجِبُنَا ... فَإِنَّمَا هُوَ نُقْصَانٌ مِنَ الْعُمُرِ

والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

(فَصْلٌ) : ومن الناس من يغلب على قلبه عند الموت حب شهوة من شهوات الدنيا فيكون استغراق قلبه صارفًا وجهه إلى الدنيا.

فإن اتفق قبض الروح حالة غلبة الدنيا فالأمر خطير لأن المرء يموت على ما عاش عليه كما انه يبعث على ما عاش عليه ولا يمكن اكتساب صفة أخرى للقلب تضاد الصفة التي غلبت عليه لأن ذلك بالأعمال الصالحات وقد انقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>