للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر: ... أَمَّا بُيُوتُكَ فِي الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ ... فَلَيْتَ قَبْرَكَ بَعْدَ الْمَوْتِ يَتَّسِعُ

السلف كانوا إذا سمعوا الموعظة، أو مروا بحدادٍ يوقد نارًا، صعقوا وربما مكثوا بلا وعي، أيامًا، أو أشهرًا متتالياتٍ، وقد سمعت بأناس قتلتهم المواعظ أما نحن فتتلى علينا الآيات من كتاب الله ولا كأنها مرت قلوبنا من الانهماك بالدنيا والغفلة أصبحت لا تؤثر فيها العظات.

كانوا يتعاونون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويلتفتون كتلة واحدة ويأخذون على يد السفيه أما نحن فنثبط ونقول لمن يريد المساعدة ما أنت بملزم اتركهم.

السلف كانوا ينصحون أهل المعاصي، ويهجرونهم، إذا أصروا على المعاصي واو كانوا ممن لهم منزلة ومكانة في قلوب كثير من أهل الدنيا وكانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم وهممهم عالية وأنفسهم رفيعة لا يخشون إلا لله لا يتملقون ولا يداهنون ولا يخضعون غلا لله، قال بعضهم

شِعْرًا: ... يَا مَنْ خَلا بِمَعَاصِي اللهِ فِي الظُّلَمِ ... فِي اللَّوْحِ يُكْتَبُ فِعْلَ السُّوءِ بِالْقَلَمِ

بِهَا خَلَوْتَ وَعَيْنُ اللهِ نَاظِرَةُ ... وَأَنْتَ بِالإِثْمِ مِنْهُ غَيْرًُ مُكَتَتِمِ

فَهَلْ أَمِنْتَ مِنَ الْمَوَلَى عُقُوبَتَهُ ... يَا مَنْ عَصَى اللهَ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالْهَرَمِ

آخر: ... قَالُوا نَرَى نَقَرًا عِنْدَ الْمُلُوكِ سَمَوْا ... وَمَا لَهُمْ هِمَّةٌ تَسْمُوا وَلا وَرَعُ

وَأَنْتَ ذُو هِمَّةٍ فِي الْفَضْلِ عَالِيَةٍ ... فَلَمْ ظَمِئْتَ وَهُمَ فِي الْجَاهِ قَدْ كَرَعُوا

فَقُلْتُ بَاعُوا نُفُوسًا وَاشْتَروا ثَمَنًا ... وَصُنْتُ نَفْسِي فَلَمْ أَخْضَعْ كَمَا خَضَعُوا

قَدْ يُكْرَمُ الْقِرْدُ إِعْجَابًا بِخِسَّتِهِ ... وَقَدْ يُهَانُ لِفَرْطِ النَّخْوَةِ السَّبُعُ

هذا الذي كان من سلفنا الكرام نحو أهل المعاصي والمنكرات.

أما نحن فنتركهم ونقول ذنوبهم على جنوبهم، وربما جالسناهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>