وَيَأْتِيهِ رِزْقٌ سَابِغٌ مِنْهُ سَائِغٌ
يَرُوحُ لَهُ طَوْلاً وَيَغْدُو لَهُ فَضْلا
وَمَا هُوَ يَسْتَدْعِي غِذَاءً بِقِيمَةٍ
وَلا هُوَ مِمَّنْ يُحْسِنُ الشُّرْبَ وَالأَكْلا
جَرَى فِي مَجَارِي عِرْقِهِ بِتَلَطُّفٍ
بِلا طَلَبٍ جَرْيًا عَلَى قَدْرِهِ سَهْلا
وَأَجْرَى لَهُ فِي الثَّدْيِ لُطْفَ غِذَائِهِ
شَرَابًا هَنِيئًا مَا أَلَذَّ وَمَا أَحْلا
وَأَلْهَمَهُ مَصًّا بِحِكْمَةِ فَاطِرِ
لَهُ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ الْجَزِيلُ بِمَا أَوْلا
وَأَخَّرَ خَلْقَ السِّنَّ عَنْهُ لِوَقْتِهَا
فَأَبْرَزَهَا عَوْنًا وَجَاءَ بِهَا طَوْلا
وَقَسَّمَهَا لِلْقَطْعِ وَالْكَسْرِ قِسْمَةً
وَلِلطَّحْنِ أَعْطَى كُلَّ قِسْمِ لَهَا شَكْلا
وَصَرَّفَ فِي لَوْكِ الطَّعَامِ لِسَانَهُ
يُصَرِّفُهُ عُلْوًا إِذَا شَاءَ أَوْ سُفلا
وَلَوْ رَامَ حَصْرًا فِي تَيَسُّرِ لُقْمَةٍ
وَأَلْطَافِهِ فِيمَا تَكَنَّفَهَا كَلا
فَكَمْ خَادِمٍ فِيهَا وَكَمْ صَانِع لَهَا
كَذَلِكَ مَشْرُوبٌ وَمَلْبَسُهُ كلا
وَكَمْ لُطْفٍ مِنْ حَيْثُ تَحْذَرُ أَكرَمَتْ
وَمَا كُنْتَ تَدْرِي الْفَرْعَ مِنْهَا وَلا الأَصْلا