للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهِيَ السَّبِيلُ لِمَنْ أَرَادَ نَجَاتَهُ ... يَوْمَ الْحِسَابِ إِذْ رَأَى الأَهْوَلا

آخر: ... كَيْفَ أَرْجُو مِن الْمَنَايَا خَلاصًا ... وَأَرَى كُلَّ مَنْ صَحبتُ دَفِينَا

فَأَرَى النَّاسَ يُنْقِلُونَ سِرَاعًا ... كُلَّ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ مَرَّدَ فِينَا

قَدْ أَصَابَتْهُمْ سِهَامُ الْمَنَايَا ... وَسَتَرْمِي السِّهَامُ لا بُدَّ فِينَا

آخر: ... سِتُّ بُلِيتُ بِهَا وَالْمُسْتَعَاذُ بِهِ ... مِنْ شَرِّهَا مِنْ إِلَيْهِ الْخَلْقُ تَبْتَهِلُ

نَفْسِي وَإِبْلِيسُ وَالدُّنْيَا الَّتِي فَتَنَتْ ... مِنْ قَبْلَنَا وَالْهَوْى وَالْحِرْصُ وَالأَمَلُ

إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ يَا مَوْلايَ وَاقِيَةٌ ... مِنْ شَرِّهَا فَلَقَدْ أَعْيَتْ بِنَا الْحِيَلُ

فإن خطر في بعض الأحوال ذكر الموت والضرورة إلى الاستعداد والتهيؤ له سوف ووعد نفسه وقال ما مضى إلا قليل إلى أن تكبر ثم تتوب وتقبل على الطاعة فلا يزال يمني ويسوف من الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة أو إلى رجوعٍ من السفر أو إلى فراغه من تدبير شؤنه أو شئون أولاده أو بناته أو زواجهم أو انتهاء شغله في عماراته أو فلله أو دكاكينه أو بستانه أو تكميل دراسته أو نحو ذلك من الأماني الباطلة التي يتلذذ بذكرها ولا تجدي شيئا لكنه يرتاح لها.

فلا يزال يمني نفسه بما يوافق هواها ولا يزال يغالط نفسه في الحقائق ويتوهم البقاء في الدنيا إلى أن يتقرر ذلك عنده ويظن أن الحياة قد صفت له وينسى قوله تعالى: {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} .

شِعْرًا: ... أُفٍّ مِنَ الدُّنْيَا وَأَسْبَابِهَا ... كَأَنَّهَا لِلْحُزْنِ مَخْلُوقَهْ

هُمُومُهَا مَا تَنْقَضِي سَاعَةً ... عَنْ مَلِكٍ فِيهَا وَلا سُوقَهْ

آخر:

إِنَّمَا الدُّنْيَا بَلاءٌ ... لَيْسَ فِي الدُّنْيَا ثُبُوتْ

إِنَّمَا الدُّنْيَا كَبَيْتْ ... نَسَجَتْهُ الْعَنْكَبُوتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>