للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان قال الله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} .

والحرص والحسد من مداخل الشيطان إلي الْقَلْب فمهما كَانَ الْعَبْد حريصاً عَلَى كُلّ شَيْء أعماه وأصمه قال ?: " حبك للشَيْء يعمي ويصم ". ونور البصيرة هُوَ الَّذِي يعرف مداخل الشيطان فإِذَا غطاه الحسد والحرص لم يبصر فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسن عِنْدَ الحريص كُلّ ما يوصله إلي شهواته وإن كَانَ منكراً وفاحشاً، فبالحسد لعنَ إبلَيْس وجعل شيطانَاً رجيماً وأما الحرص فإنه أبيح لآدم الْجَنَّة كُلّهَا إلا الشجرة، فأصاب حاجته إبلَيْس من آدم بالحرص فأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها.

ومن أجل أن الحسد بهذه الدرجة ورد فِيه تشديد عَظِيم حتي قال فِيه الرَّسُول ?: "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" رواه أبو داود وابن ماجه، وَقَالَ ?: "لا يجتمَعَ فِي جوف عبد غبار فِي سبيل الله، وفيح جهنم ولا يجتمَعَ فِي جوف عبد الإيمان والحسد" رواه ابن حبان فِي صحيحه ورواه البيهقي.

والَّذِي يجب أن يفهم من هَذَا الْحَدِيث: أن الإيمان الصادق الكامل الَّذِي يستحضر صاحبه أن كُلّ أفعال الله لحكمة لا يجتمَعَ مَعَ الحسد الَّذِي يغضب من فعل الله وقسمته وَيَقُولُ ? فِي الحسد:"لا يزال النَّاس بخَيْر ما لم يتحاسدوا" رواه الطبراني، والمعني وَاللهُ أَعْلم: أنَّهُمْ إِذَا تحاسدوا ارتفع الْخَيْر مِنْهُمْ وكيف لا يرتفع مِنْهُمْ الْخَيْر وكل مِنْهُمْ يتمني أن يزول الْخَيْر الَّذِي عِنْدَ أخيه، ونهي ? عن الحسد فَقَالَ: "ولا تحاسدوا" والحسد نتيجة من نتائج الحقَدْ وثمرة من ثمراته المترتبة عَلَيْهِ فإن من يحقد عَلَى إنسان يتمني زَوَال نعمته ويغتابه وينم عَلَيْهِ ويعتدي عَلَى عرضه، ويشمت فِيه لما يصيبه

<<  <  ج: ص:  >  >>