للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسافة الْعَذَاب بين هذه الأمة وبين إخوانهم في الْعَمَل، فَقَالَ مخوفًا لَهُمْ {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} . انتهى.

ومن الأسباب التي ربما تَكُون سببًا إلى هذه المعصية النظر إلى الأمرد، فعلى الإِنْسَان أن يمنع نَفْسهُ من ذَلِكَ، فقَدْ صح عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم أنه قال: «زنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا اليد لبطش، وزنا الرجل الخطا، وزنا الأذن الاستماع، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذَلِكَ أو يكذبه» . ولأجل ذَلِكَ بالغ الصالحون في الأعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخاطبتهم وعن مجالستهم قال الحسن بن ذكوان: لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لَهُمْ صورًا كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء. وَقَالَ بعض التابعين: ما أَنَا بأخوف على الشاب الناسك مَعَ سبعٍ ضارٍ من الغلام الأمرد يقعد إليه وكَانَ يقال: لا يبيتن رجل مَعَ أمرد في مكَانَ واحد وحرم قياسًا على المرأة لأن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «ما خلا رجل بامرأة إِلا كَانَ الشيطان ثالثهما» . وفي المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم وانه يمكن في حقه من الشر ما لا يمكن في حق النساء ويسهل في حقه من طَرِيق الريبة والشر ما لا يتسهل في حق المرأة، فهو بالتحريم أولى، وأقوال السَّلَف في التنفير مِنْهُمْ والتحذير من رؤيتهم أكثر من أن تحصر.

شِعْرًا:

... صُنِ الْحُسْنَ بِالتَّقْوَى وَإِلا فَيَذْهَبُ

فَنُورُ التُّقَى يَكْسُو جَمَالاً وَيَكْسِبُ

وَمَا يَنْفَعُ الْوَجْهَ الْجَمِيلَ جَمَاله

وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ جَمِيلٌ مُهَذَّبُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>