للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولجَاءَ بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم" رواه مسلم.

وفِي حديث سلمان: "فاستكثروا فِيه من خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غني لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار وأما التي لا غني لكم عنهما فتسألونه الْجَنَّة وتعوذون به من النار".

فهذه الخصال الأربع المذكورة فِي الْحَدِيث كُلّ منها سبب للمغفرة والعتق من النار، فأما كلمة الإخلاص فإنها تهدم الذُّنُوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الَّذِي يوجب العتق من النار، ومن قالها خالصاً من قَلْبهُ حرمه الله عَلَى النار.

وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم إِذَا اجتمعت لَهُ الشروط وانتفت الموانع مستجاب حال صيامه وعِنْدَ فطره.

وفِي حديث أَبِي هُرَيْرَةِ: "ويغفر الله إلا لمن أبي، قَالُوا يا أبا هريرة ومن يأبي؟ قال: يأبي أن يستغفر الله".

وَقَالَ لقمان لابنه: يا بني عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعات لا يرد فِيه سائلاً، وقَدْ جمَعَ الله بين التَّوْحِيد والاستغفار، فِي قوله: {فاعْلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} .

وفِي بعض الآثار: أن إبلَيْسَ قال: أهلكت النَّاس بالذُّنُوب وأهلكوني بالاستغفار ولا إله إلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>