للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدُّنْيَا ولذاتها، واستحوذ عَلَيْهمْ الشيطان فأنساهم ذكر الله.

قَالَ تَعَالَى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} ومن النَّاس من عميت بصائرهم، وتحجرت ضمائرهم، فأضاعوا الصَّلاة واتبعوا الشهوات، وأهملوا أوامر بديع السماوات وغفلوا عَنْ واجب شكره ولم يخافوا سطوة جبروته وبطشه، ولا سوء الحساب، ولا نار الْعَذَاب {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} ، {أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .

فيا أيها المسلمون اتقوا الله ربكم وحافظوا على صلاتكم وقوموا لله خاضعين خاشعين لتفوزوا برضوانه وتكونوا من المفلحين.

شِعْرًا: ... للهِ دَرُّ السَّادَةِ الْعُبَّادِ ... فِي كُلِّ كَهْفٍ قَدْ ثَوَوْا أَوْ وَادِي

أَلْوَانُهُمْ تُنْبِيكَ عَنْ أَحْوَالِهِمْ ... وَدُمُوعُهُمْ عَنْ حُرْقَةِ الأَكْبَادِ

كَتَمُوا الضَّنَى حِفَظًا لَهُمْ وَتَحَمَّلُوا ... سُقْمَ الْهَوَى وَمَشَقَّةَ الأَجْسَادِ

هَجَرُوا الْمَرَاقِدَ فِي الظَّلامِ لِرَبِّهِمْ ... وَاسْتَبْدَلُوا سَهَرًا بِطِيبِ رُقَادِ

لا يَفْتُرونَ إِذَا الدُّجَى وَافَاهُمُوا ... مِنْ كَثْرَةِ الأَذْكَارِ وَالأَوْرَادِ

وَرَأَوْا عَلامَاتِ الرَّحِيلِ فَبَادِرُوا ... تَحْصِيلِ مَا الْتَمَسُوا مِن الأَزْوَادِ

فَإِذَا اسْتَمَالَ قُلُوبَهُمْ دَاعِي الْهَوَى ... ذَكَرُوا الْبِلَى فِي ظُلْمَةِ الإِلْحَادِ

نَظَرُوا إِلَى الدُّنْيَا تَغُرُّ بِأَهْلِهَا ... بِوِصَالِهَا وَتَكِرُّ بِالإِبْعَادِ

فَتَجَنَّبُوهَا عِفَّةً وَتَزَهُّدًا ... وَتَزَوُّدُوا مِنْ صَالِحِ الأَزْوَادِ

وَمَضُوا عَلَى مِنْهَاجِ صَحْبِ نَبِيِّهِمْ ... فَنَجَوْا غَدًا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ مَعَادِ

وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم.

(فَصْلٌ) : روى شداد بن أوس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «الكيس من دان نَفْسهُ وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نَفْسهُ هواها وتمنى على الله الأماني» .

<<  <  ج: ص:  >  >>