للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَذَا قصة أصحاب الكهف إذ آمنوا بِاللهِ كيف لطف بِهُمْ، وأكرمهم وألبسهم المهابة حَتَّى إن بركتهم شملت كلبهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحالة وصار لَهُ ذكر وشان وخبر يتلى وهذه فائدة صحبة الأخيار فما ظنك بالمُؤْمِن الَّذِي عَبَّد الله ووحده ولهج بذكره آناء الليل وآناء النَّهَارَ، وعادى فيه ووالى فيه سنين عديدة وبوده لو عمر زيادة تابع فيها خدمة سيده ومولاه جَلَّ وَعَلا.

ومن جانب الرجَاءَ قوله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} .

شِعْرًا: ... تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ ... وَمَالِي لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ

عَلَى عُمْرِي إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ ... بِآمَالِ مَغْرُورٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ

عَلَى غُرَرِ الأَيَّامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ ... وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الْمَكَاسِبِ

عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ ... بِرِيحِ الأَمَانِي وَالظُّنُونِ الْكَوَاذِبِ

عَلَى أَشْرَفِ الأَوْقَاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا ... بِأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاهٍ وَلاعِبِ

عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُهَا ... وَقَضَّيْتُهَا فِي غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ

عَلَى صَرْفِيَ الأَيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ ... وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ

عَلَى مَا تَوَلَّى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ ... وَرَجَّيْتُهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ

عَلَى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنِّي انْتَهَزْتُهَا ... لَقَدْ نِلْتُ فِيهَا مِنْ شَرِيفِ الْمَطَالِبِ

وَأَحْيَانَ آنَاءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ... ضَيَاعًا وَكَانَتْ مُوسِمًا لِلرَّغَائِبِ

عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمٍ ... وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وَكَمْ مِنْ مَثَالِبِ

عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزَلَّةٍ ... وَسَيِّئَةٍ مَخْشِيَّةٍ فِي الْعَوَاقِبِ

عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ النَّفْسُ أَقْدَمَتْ ... عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِبِ

عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ... مُنَغَّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>