للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُقَالَ هَذَا ضَوْءُ ثَغْرٍ ضَاحِكٍ ... فِي الْجَنَّةِ الْعُلَيا كَمَا تَريَانِ

للهِ لاثِمْ ذَلِكَ الثَّغْرِ الَّذِي ... فِي لَثْمِةِ إِدْرَاك كُلّ أَمَانِ

رَيَّانَة الأَعْطَافِ مِنْ مَاءِ الشَّبَا ... ب فَغِصْنَهَا بِالْمَاءِ ذُو جَرَيَانِ

لَمَّا جَرَى مَاءُ الشَّبَابِ بِغِصْنِهَا ... حَمَلَ الثِّمَارَ كَثِيرَةَ الأَلْوَانِ

فَالْوَرْدُ وَالتُّفْاحُ وَالرُّمَّانُ فِي ... غِصْنِ تَعَالَى غَارِسِ الْبُسْتَانِ

والَقَدْ مَنْهَا كَالْقَضِيبِ اللدِنْ فِي ... حُسْنِ الْقَوامِ كَأَوْسَط الْقُضْبَانِ

إِلَى أن قَالَ رَحِمَهُ اللهُ:

وَإِذَا بَدَتْ فِي حُلَّةٍ من لُبْسِهَا ... وَتَمَايَلَتْ كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ

تَهْتَزُ كَالْغِصْنِ الرَّطِيبِ وَحِمْلُه ... وَرْدٌ وَتُفْاحٌ عَلَى رُمَّانِ

وَتَبَخْتَرَتْ فِي مَشْيَهَا وَيَحِقُّ ذَا ... كَ لِمِثْلِهَا فِي جَنْةِ الْحَيَوَان

وَوَصَائِفٌ مِن خَلْفِها وَأَمَامِها ... وَعَلَى شَمَائِلِهَا وَعَنْ إِيمَانِ

كَالبَدْرِ لَيلَة تِمِّهِ قَدْ حُفَّ فِي ... غَسّقِ الدُّجَى بِكَوَاكِبِ الْمِيزَانِ

فَلِسَانُهُ وَفُؤَادُهُ وَالطَّرف فِي ... دَهْشٌ وَإِعْجَابٍ وَفِي سُبْحَانِ

فالْقَلْبُ قَبْلَ زَفَافِهَا فِي عُرْسِهِ ... وَالْعُرْسُ إِثْر العُرْسِ مُتَّصِلانِ

حَتَّى إِذَا مَا وَاجَهَتْهُ تَقَابَلا ... أرأيْتَ إِذ يَتَقَابَل الْقَمَرَانِ

فَسَلِ الْمُتَيَّمَ أَيْنَ خَلَّفَ صَبْرَهُ ... فِي أَيِّ وَادٍ أَمْ بَأَي مَكَانَ

وَسَلِ الْمُتَيَّم كَيْفَ حَالَتُهُ وَقَدْ ... مُلِئَتْ لَهُ الأُذُنَانِ وَالعَيْنَانِ

مِن مَنْطِقٍ رَقَّتْ حَوَاشِيهِ وَوَجْـ ... ـه كَمْ بِهِ لِلشمْس مِن جَرَيَانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيَفَ عِيشَتُهُ إِذَا ... وَهُمَا عَلى فُرَشَيْهِمَا خَلَوَان

يَتَسَاقَطَانِ لَئِآلئا مَنْثُورة ... مِن بَيْنِ مَنْظُومٍ كَنَظْمِ جُمانِ

وَسَلِ الْمُتَيَّمَ كَيَفَ مَجْلِسُه مَعَ الْـ ... مَحْبُوبِ فِي رَوْحٍ وَفِي رَيْحَانِ

وَتَدُورُ كَاسَات الرَّحِيقِ عَلَيْهِمَا ... بِأَكُفٍ أقمارٍ من الْولْدَانِ

يَتَنَازَعَانِ الكَأْسَ هَذَا مَرَّة ... وَالْخُودُ أُخرَى ثُمَّ يَتَكِئَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>