للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين لا منازعة عندهم الراضين الذين لا سخط عندهم المحافظين على طاعة الله الذين لا يرضيهم إلا مولاهم ولا يرتضون نفوسهم إلا إذا استقامت على ما يحبه الله ويرضاه.

الذين يقتفون أثر الشارع وبه يقتدون وعلى جميع الصحابة يترحمون ولقرابة نبيهم يوادون وبفضل السلف يعترفون.

الذين لا تعجبهم زينة الدنيا الذين يحثون عباد الله على طاعته ويحببون الله عز وجل إلى خلقه ويذكرونهم نعمه.

الذين أيديهم مقبوضة عن أموال الناس وجوارحهم مكفوفة عن أذاهم وعن أعراضهم، الناس منهم في راحة وهم من شرور أنفسهم في تعب ونصب ورياضة.

الذين لا يقابلون عمل السوء إلا عفوًا وصفحًا ولا قول السوء إلا اعرضًا عملاً بقول الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، وقوله: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وقوله: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} ، وقوله: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} .

شِعْرًا: ... قَالُوا سَكَتَّ وَقَدْ خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ ... إِنَّ الْجَوَابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتَاحُ

فَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ ... أَيْضًا وَفِيهِ لِصَوْنِ الْعِرْضِ إِصْلاحُ

أَمَا تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وَهِيَ صَامِتَةٌ ... وَالْكَلْبُ يَخْشَى لَعَمْرِي وَهُوَ نَبَّاحُ

آخر: ... وَإِنِّي أَلْقَى الْمَرْءَ أَعْلَمُ أَنَّهُ ... عَدُوَّ وَفِي أَحْشَائِهِ الضِّغْنُ كَامِنُ

فَأَمْنَحُهُ بِشْرًا فَيَرْجِعُ قَلْبُهُ ... سَلِيمًا وَقَدْ مَاتَتْ لَدَيْهِ الضَّغَائِنُ

آخر: ... رَجِعْتُ عَلَى السَّفِينَةِ بِفَضْلِ حِلْمِي ... فَكَانَ الْحِلْمُ عَنْهُ لَهُ لِجَامَا

وَظَنَّ بِي السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي ... أَسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلامَا

فَقَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيلاَ ... وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَلَّةَ وَالْمَلامَا

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>