للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا نزلت به مصيبة تصور أعظم منها فمثلاً إذا ذهبت إحدى عينيه تصور أن يعمى، وإذا أخذ بعض ماله تصور أخذه كله وهكذا يقدر أعظم مما حدث به فيهون عليه الأمر.

شِعْرًا: ... يُمَثِّلُ ذُو اللُّبِ فِي نَفْسِهِ ... مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا

فَإِنْ نَزَلَتْ بَغْتَةً لَمْ تَرُعْهُ ... لِمَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مَثَّلا

وَذُو الْجَهْلِ يَأْمَنُ أَيَّامَهُ ... وَيَنْسَى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا

فَإِذَا دَهَتْهُ صُرُوفُ الزَّمَانِ ... بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا

وَلَوْ قَدَّمَ الْحَزْمِ فِي أَمْرِهِ ... لَعَلَّمَهُ الصَّبْرُ حُسْنَ الْبَلا

وقال رحمه الله الحازم من أعد للخوف عدته قبل وقوعه ونفى فضول الخوف مما لا بد منه لا ينفعه خوفه منه.

وقد اشتد الخوف من الله بكثير من الصالحين حتى سألوا الله تقليل ذلك والسبب في سؤالهم أن الخوف كالسوط للدابة فإذا ألح على الناقة (أي يضربها) قلقت.

قال سفيان الثوري لشاب يجالسه: أتحب أن تخشى الله حق خشيته؟ قال: نعم. قال: أنت أحمق لو خشيته حق خشيته ما أديت الفرائض.

قال: ولا ينبغي للعاقل أن يشتد خوفه من نزول المرض فإنه نازل لا بد وخوف ما لا بد منه زيادة أذى.

شِعْرًا: ... يَا مَنْ سَيْنَأَى عَنْ بَنِيهْ ... كَمَا نَأَى عَنْهُ أَبُوهُ

مَثِّلْ لِنَفْسَكَ قَوْلَهُمْ ... جَاءَ الْيَقِينُ فَوَجِّهُوهْ

وَتَحَلَّلُوا مِنْ ظُلْمِهِ ... قَبْلَ الْمَمَاتِ وَحَلِّلُوهْ

آخر: ... أَسْلَمُوهُ مَقْبُورًا مُشَيِّعُوه ... وَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَخَلَّفُوهُ

سَاعَةِ سَوَّوْا تُرَابَهُ عَلَيْهِ ... وَلَّوْاوَ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>