للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} .

(فائدة) : قال أحد العلماء: إني رأيت جمهور الناس إذا طرقهم المرض اشتغلوا بالشكوى والتداوي عن الالتفات إلى المصالح من وصية أو فعل خير فكم له من ذنوب لا يتوب منها أو عنه ودائع أو عليه دين أو زكاة أو مظلمة لا يخطر بباله تداركها، والسبب والله أعلم ضعف الإيمان فينبغي للمتيقظ أن يتأهب في حال صحته قبل هجوم المرض أو الموت فربما ضاق الوقت عن عمل واستدراك فارط أو وصية وربما مات فجاءة والله أعلم.

شِعْرًا: ... أَبْغِي فَتَى لَمْ تَذَرُ الشَّمْسَ طَالِعَةً ... يَوْمًا مِنَ الْوَقْْتِ إِلا صَلَّى أَوْ ذَكَرَا

آخر: ... للهِ قَومٌ أَخْلَصُوا فِي حُبِّهِ ... فَكَسَا وُجُوهَهُمْ الْوَسِيمَةَ نُورَا

ذَكَرُوا النَّعِيمَ فَطَلَّقُوا دُنْيَاهُمُوا ... زُهْدًا فَعَوَّضَهُمْ بِذَاكَ أُجُورَا

قَامُوا يُنَاجَوْنَ الإِلَهَ بِأَدْمُعٍ ... تَجْرِي فَتَحْكِي لُؤْلُؤًا مَنْثُورَا

سَتَروا وُجُوهَهُمُوا بِأَسْتَارِ الدُّجَى ... لَيْلاً فَأَضْحَتْ فِي النَّهَارِ بُدُورَا

عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا وَجَادُوا بِالَّذِي ... وَجَدُوا فَأَصْبَحَ حَظَّهُم مَوْفُورَا

وَإِذَا بَدَا لَيْلٌ سَمِعْتَ حَنِينَهُمْ ... وَشَهِدَتْ وَجْدًا مَنْهُمُوا وَزَفِيرَا

تَعِبُوا قَلِيلاً فِي رِضَا مَحْبُوبِهِمْ ... فَأَرَاحَهُمْ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَثِيرَا

صَبَرُوا عَلَى بَلْوَاهُمُوا فَجَزَاهُمُوا ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَنَّةً وَحَرِيرَا

يَا أَيُّهَا الْغِرُّ الْحَزِينُ إِلَى مَتَى ... تُفْنِي زَمَانَكَ بَاطِلاً وَغُرُورَا

بَادِرْ زَمَانَكَ وَاغْتَنِمْ سَاعَاتِهِ ... وَاحْذَرْ تَوَانَاكَى تَحُوزَ أُجُورَا

وَاضْرِعْ إِلَى الْمَوْلَى الْكَرِيمِ وَنَادِهِ ... يَا وَاحِدًا فِي مُلْكِهِ وَقَدِيرَا

مَا لِي سِوَاكَ وَأَنْتَ غَايَةُ مَقْصَدِي ... وَإِذَا رَضِيتَ فَنِعْمَةٌ وَسُرُورَا

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار وأسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر

<<  <  ج: ص:  >  >>