للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أنفع العلاج النظر في سير المجتهدين الذين يعرفون قيمة العلم النافع والعمل الصالح والوقت والعجب من مؤثر البطالة في موسم الأرباح.

والمهم أنه بالجد والاجتهاد تدرك غاية المراد، وبالغزمات الصحاح يشرق صباح الفلاح، وما حصلت الأماني بالتواني ولا ظفر بالأمل من استوطن الكسل.

شِعْرًا: ... مَا هَذِي الْحَيَاةُ رَخِيصَةٌ ... فَصُنْهَا عَن التَّضِييعِ فِي غَيْرِ وَاجِبِ

وَأَكْثِرْ بِهَا ذِكْرَ الإِلَهِ وَحَمْدَهُ ... وَشُكْرًا لَهُ تُحْظَى بِأَسْنَى الْمَرَاتِبِ

آخر: ... وَلَيْسَ كَمَا قَدْ شِئْتُهُ وَاشْتَهِيْتُهُ ... وَلَكِنْ كَمَا شَاءَ الإِلَهُ يَكُونُ

إِذَا لَمْ أَجِدْ شَيْئًا نَفِيسًا أُرِيدُهُ ... رَجَوْتُ إِلَهَ الْخَلْقِ أَنْ سَيَكُونُ

وقد قيل الكسل مزلقة الربح، وآفة الصنائع، وأرضة البضائع، وإذا رقدت النفس في فراش الكسل استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل.

الْجَدُّ بِالْجَدِّ وَالْحِرْمَانَ فِي الْكَسَلِ ... فَانْصِبٍ تُصِبْ عَنْ قَرِيبٍ غَايَة الأَمَلِ

ثم اعلم أن الموجب للكسل حب الراحة وإيثار البطالة وصعوبة المشاق.

وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل» . متفق عليه.

وفي أفراد مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان» . وقال ابن مسعود: (إني لأبغض الرجل أراه فارغًا ليس في سيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة» . أخرجه أبو نعيم في الحلية، وقال: (يكون في آخر الزمان أقوام أفضل أعمالهم التلاوم بينهم يسمون الأنتان) . وقال ابن عباس: تزوج التواني

<<  <  ج: ص:  >  >>