إِذَا ابْتَدَأْتَ الأَمْرَ سَمِّ اللهَ ... وَاحْمِدْهُ وَاشْكُرْهُ إِذَا تَنَاهَا
وَكُلَّمَا رَأَيْتَ مَصْنُوعَاتِهِ ... وَالْمُبْدَعَاتِ مِنْ عُلا آيَاتِهِ
فَاذْكُرْهُ سِرًّا سَرْمَدَا وَجَهْرَا ... لِتَشْهَدَنْ يَوْمَ الْجَزَاءِ أَجْرَا
هَذَا وَإِنْ تَعَارَضَ الأَمْرَانِ ... فَأَبْدَأ بِحَقِّ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ
وَاعْمَلْ بِهِ تَنَلْهُمَا جَمِيعَا ... وَلا تَقُلْ سَوْفَ تَكُنْ مُضِيعَا
وَإِنْ أَتَاكَ مُسْتَشِيرٌ فَاذْكُرَنْ ... قَوْلَ النَّبِي الْمُسْتَشَارُ مُئْتَمَنْ
شَاوِرْ لَبِيبًا فِي الأُمُورِ تَنْجَحْ ... مَنْ يَخَفِ الرَّحْمَنَ فِيهَا يَرْبَحُ
وَأَخْلِصِ النِّيَّاتِ فِي الْحَالاتِ ... فَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
وَاسْتَخِرِ اللهَ تَعَالَى وَاجْتَهِدْ ... ثُمَّ ارْضَ بِالْمَقْضِيَّ فِيهِ وَاعْتَمِدْ
مَنْ اسْتَخَارَ رَكِبَ الصَّوَابَا ... أَوْ اسْتَشَارَ أمَنَ الْعِقَابَا
مَنْ اسْتَخَارَ لَمْ يَفُتْهُ حَزَمْ ... أَوْ اسْتَشَارَ لَمْ يَرُمْهُ خَصْمُ
مَا زَالَتِ الأَيَّامُ تَأْتِي بِالْعِبَرْ ... أَفِقْ وَسَلِّمْ لِلْقَضَاءِ وَالْقَدَرْ
كَمْ آيَةٍ مَرَّتْ بِنَا وَآيَةْ ... فِي بَعْضِهَا لِمَنْ وَعَى كِفَايَةْ
وَنَحْنُ فِي ذَا كُلِّهِ لا نَعْتَبِرْ ... وَلا نَخَافُ غَيْبَهَا فَنَزْدَجِرْ
أَلَيْسَ هَذَا كُلِّهِ تَأْدِيبًا؟ ... فَمَا لَنَا لا نَتَّقِي الذُّنُوبَا
لَكِنْ قَسَى قَلْبٌ وَجَفَّتْ أَدْمُعُ ... إِنَّا إِلَى اللهِ إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ
فَنَسْأَلُ الرَّحْمَنَ سِتْرَ مَا بَقِي ... وَعَفْوَهُ وَاللَّطْفَ فِيمَا نَتَّقِي
فَكَمْ وَكَمْ قَدْ أَظْهَرَ الْجَمِيلا ... وَسَتَرَ الْقَبِيحَ جِيلاً جِيلاَ
حَتَّى مَتَّى لا تَرْعَوِي بِالْوَعْظِ ... وَأَنْتَ تَنْبُو كَالْغَلِيظِ الْفَظِّ
سِرْ سَيْرَ مِنْ غَايَتُهُ السَّلامَةْ ... وَعُدْ عَلَى نَفْسِكَ بِالْمَلامَةْ
بَادِرْ بِخَيْرٍ إِنْ نَوَيْتَ وَاجْتَهِدْ ... وَإِنْ نَوَيْتَ الشَّرَّ فَازْجُرْ وَاقْتَصِدْ
وَخُذْ فِي عِتَابِ نَفْسِكَ الأَمَّارَةِ ... فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ غَرَّارَةْ