للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَظَرِيفُ إِنَّ الْعَيْشَ كَدَّرَ صَفْوَهُ ... ذِكْرُ الْمَنِيَّةِ وَالْقُبُورِ الْهُوَّلِ

دُنْيًا تَدَاوَلَهَا الْعِبَادُ ذَمِيمَةً ... شِيبَتْ بِأَكْرَهَ مِنْ نَقِيعِ الْحَنْظَلِ

وَبَنَاتُ دَهْرِ لا تَزَالُ مُلِمَّةً ... وَلَهَا فَجَائِعُ مِثْلُ وَقْعِ الْجَنْدَلِ

وجاع مرة جوعًا شديدًا فمر بدار فيها عرس فدعته نفسه على أن يدخل فلم يطوعها ومضى إلى بيته وقدمت له بنته قرصًا فأكله وشرب ماء فتجشى ثم قال:

سَيَكْفِيكَ مِمَّا أُغْلِقَ الْبَابُ دُونَهُ ... وَظَنَّ بِهِ الأَقْوَامُ مِلْحٌ بِجُرْدُقِ

وَتَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فُرَاتٍ وَتَغْتَذِي ... تُعَارِضُ أَصْحَابَ الثَّرِيدِ الْمَلَبَّقِ

تَجَتَّنِي إِذَا مَا هُمْ تَجشَوْا كَأَنَّمَا ... ظَلَلْتَ بِأَنْوَاعِ الْخَبِيصِ الْمُفَتَّقِ

آخر: ... إِذَا مَا أَصَبْنَا كُلَّ يَوْمٍ مُذَيْقَةً ... وَخَمْسَ تُمَيْرَاتٍ صِغَارِ كَوَانِزِ

فَنَحْنُ مُلُوكُ الأَرْضِ خَصْبًا وَنَعْمَةً ... وَنَحْنُ أُسُودُ الْغَابِ عِنْدَ الْهَزَائِزِ

وَكَمْ مُتَمَنَّ عَيْشَنَا لا يَنَالَهُ ... وَلَوْ نَالَهُ أَضْحَى بِهِ حَقَّ فَائِزِ

آخر: ... خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى وَأَعِفَّةٌ ... عَنْ شُبْهِةٍ لا يَعْرِفُونَ حَرَامَا

وقال يونس بن عبيد: إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة. وقال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس إلي.

وذكر داود الطائي عند بعض الأمراء فاثنوا عليه فقال: لو يعلم الناس ما نحن عليه ما ذل لنا لسان بذكر خير أبدًا.

وقال أبو حفص: من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أوقاته كان مغرورًا ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها.

ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ

<<  <  ج: ص:  >  >>