شِعْرًا: ... وَأَنْ أَسَاهُ مُسِيٌ فَلْيَكُنْ لَكَ فِي ... عُرُوضُ زَلَّتِهِ عَفْوٌ غُفْرَانُ
آخر: ... فَإِنْ جَارَيْتَ ذَا جُرْمِِ بِجُرْمٍ ... فَمَا فَضْلُ الْمَصُونِ عَلَى الْمُذَالِ
آخر: ... إِذَا سَفَهَ السَّفِيهُ عَلَيْكَ فَاجْعَلْ ... سُكُوتَكَ عِنْدَ مِنْ شَرَفَ الْخِصَالِ
فإذا قابلت الإساءة بالإحسان حصل فائدة عظيمة {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} ، كأنه قريب شقيق وهذا فيما إذا كان المتعدي من غير قصدٍ وأهلاً للعفو والمسامحة والمقابلة بالتي هي أحسن والحذر من الكبر والعجب.
شِعْرًا: ... كَمْ جَاهِلٍ مُتَوَاضِعٍ ... سَتَرَ التَّوَاضُعُ جَهْلَهْ
وَمُمَيِّزٍ فِي عِلْمِهِ ... هَدَمَ التَّكَبُّرُ فَضْلَهْ
فَدَعْ التَّكَبُّرَ مَا حَيِـ ... ـيتَ وَلا تُصَاحِبْ أَهْلَهُ
فَالْكِبْرُ عَيْبٌ لِلْفَتَى ... أَبَدًا يُقَبِّحُ فِعْلَهْ
وأما أن كان من المتغطر سين المتكبرين الذين يزيدهم العفو عتوًا وطغيانًا وتماديًا في ظلمهم وشرهم وبغيهم فاستعمال الشدة والحزم والقسوة أولى ليرتدعوا لأن اللئيم إذا كرمته تمرد وإذا أهنته ربما تأدب واعتدال. وقديما قيل:
إِنَّ الصَّنِيعَةَ لِلأَنْذَالِ تُفْسِدُهُمْ ... كَمَا تُضِرُّ رِيَاحُ الْوَرْدَ بِالْجَعَل
آخر: ... إِنَّ الْعَبِيدَ إِذَا أَذْلَلْتَهُمْ صَلَحُوا ... عَلَى الْهَوَانِ وَإِنْ أَكْرَمْتَهُمْ فَسَدُوا
آخر: ... إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الْكَرِيمَ مَلَكْتَهُ ... وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا
فَوَضعُ النَّدَا فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالْعُلا ... مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النِّدَا
إِنَّ الْحَدِيدَ تُلِينُ النَّارُ قَسْوَتَهُ ... وَلَوْ صَبَبْتَ عَلَيْهِ الْبَحْرَ مَا لانَا
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} ، مدهم جل وعلا لانتصارهم لأنفسهم ممن بغى عليهم وأردف جل وعلا ذلك بما يدل على أن الانتصار مقيد بالمثل لأن النقصان حيف والزيادة ظلم والتساوي هو العدل الذي قامت به السموات والأرض فقال: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} .