للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُقَرِّبُنَا الصَّبَاحُ إِلَى الْمَنَايَا ... وَيُدْنِينَا إِلَيْهِنَّ الْمَسَاءُ

فَلا تَرْكَبْ هَوَاكَ وَكُنْ مُعِدًّا ... فَلَيْسَ مَقْدَار لِكَ مَا تَشَاءُ

أَتَأْمَلُ أَنْ تَعِيشَ وَأَيُّ غُصْنٍ ... عَلَى الأَيْامِ طَالَ لَهُ النَّمَاءُ

تَرَاهُ أَخْضَرَ الْعِيدَانِ غَضًّا ... فَيُصْبِحُ وَهُوَ مُسْوَدٌ غثاءُ

وَجَدْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا غَرُورًا ... مَتَى مَا تَعِط يَرْتَجِعُ الْعَطَاءُ

فَلا تَرْكَنُ إِلَيْهَا مُطْمَئِنًا ... فَلَيْسَ بِدَائِمٍ مِنْهَا الصَّفَاءُ

وَاللهُ أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(فَصْلٌ)

قال ابن الجوزي رحمه الله: إخواني إن الذنوب تغطي على القلوب فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم.

يل من أعماله إذا تؤملت سقط، كم أثبت له عمل قلما عدم الإخلاص سقط، يا حاضر الذهن في الدنيا فإذا جاء الدين خلط، يجعل همه في الحساب فإذا صلى اختلط.

يا ساكنا عن الصواب فإذا تكلم لغط، يا قريب الأجل وهو يجري من الزلل على نمط.

يا من لا يعظه وهن العظم ولا كلام الشمط، يا من لا يرعوي ولا ينتهي بل على منهاج الخطيئة فقط، ويحك بادر هذا الزمان فالصحة غنيمة والعافية لقط.

فكأنك بالموت قد سل سيفه عليك واخترط، أين العزيز في الدنيا أين الغني المغتبط، خيم بين القبور، وضرب فسطاطه في الوسط، وبات في اللحد كالأسير المرتبط.

واستبلت ذخائره ففرغ الصندوق والسفط، وتمزق الجلد المستحسن وتمعط الشعر فكأنه ما رجله وكأنه ما امتشط ورضي وراثه بما أصابوه وجعلوا نصبه السخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>