للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة حين ارتدوا فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي نهضت حين وهن أصحابه وبرزت حين استكانوا وقويت حين ضعفوا.

ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت خليفة رسول الله حقًا لن تنازع ولن تضارع برغم المنافقين وكبت الحاسدين قمت بالأمر حين فشلوا واتبعوك فهدوا كنت أخفضهم صوتًا وأقلهم كلامًا وأصدقهم منطقًا وأبلغهم قولاً وأشجعهم نفسًا وأشرفهم عملاً.

كنت للمؤمنين رحيمًا حين صاروا عليك عيالاً، حملت أثقال ما عنه ضعفوا، ورعيت ما أهملوا، وعلمت ما جهلوا، وصبرت إذا جزعوا ورجعوا برأيك رشدهم فظفروا ونالوا برأيك ما لم يحتسبوا.

كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك وكنت كما قال ضعيفًا في بدنك قويًا في أمر الله عز وجل متواضعًا في نفسك عظيمًا عند الله عز وجل جليلاً في أعين الناس كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحد فيك مغمز ولا لقائل فيك مهمز، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عندك سواء.

وأقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم، شأنك الحق وبالصدق والرفق اعتدل بك الدين وقوي بك الإيمان فسبقت والله سبقًا بعيد واتعبت من بعدك إتعابًا شديدًا رضينا عن الله قضاءه وقدره وسلمنا له أمره.

والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>