للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. غَذَوْتُكَ مَوْلُودًا وَعِلْيُكَ يَافِعًا ... تُعَلُّ بِمَا أُدْنِي إِلَيْكَ وَتُنْهَلُ

إِذَا لَيْلَةٌ نَابَتْكَ بالسُّقْم لَمْ أَبِتْ ... لِذِكْرِكَ إِلاَّ سَاهِرًا أَتَمَلْمَلُ

كَأَنِّي أنَا المَطْرُوقُ دُونْكَ بِالَّذِي ... طُرِقْتَ بِهِ دُونِي وَعَيْنِي تُهْمِلُ

تَخافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا ... لَتَعْلَمُ أَنَّ المَوْتَ حَتْمٌ مُؤًَجَّلُ

فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالغَايَةَ الَّتِي ... إليَها مَدَى مَا كُنتُ فِيكَ أُؤُمِّلُ

جَعَلْتَ جَزَائِي مِنْكَ جَبْهًا وَغِلْظَةً ... كَأَنَكَ أَنْتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ

وَسَمْيَّتَنِي بِاسْمِ المُفَنَّدِ رَأَيُه ... وَفِي رَأْيِكَ التَّفْنِيدُ لَوْ كُنْتُ تَعْقِلُ

تَراهُ مُعدًّا لِلْخَلافِ كَأَنَّه ... بردٍّ على أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ

فَلَيْتَكَ إذْ لَمْ تَرْعَ حقَّ أُبُوَّتِي ... فَعَلْتَ كَمَا الجَارُ المُجَاوِرُ يَفْعَلُ

فَأَوَلَيْتَنِي حَقَّ الجِوَارِ وَلَمْ تَكُنْ ... عَليَّ بِمَالِي دُونَ مَالَكَ تَبْخَلُ

وقال آخر ممن ذاق وتجرع ألم العقوق:

يَوَدُ الرَّدَى لِي مِنْ سَفَاهَةِ رَأيهِ ... وَلو مُتُّ بَانتْ لِلعْدُوِّ مَقَاتِلُه

إذَا مَا رَآنِي مُقْبِلاً غَضَّ طَرْفَهُ ... كَانَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ دُوْنِي يُقَابِلُه

(مواعظ وفوائد)

رب مسرور مغبون يأكل ويشرب ويضحك وَقَدْ حق له فِي كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار. من الغرور ذكر الحسنات ونسيان السيئات.

وقال بلال بن سعد: يا أولي الألباب ليتفكر متفكر فيما يبقى له وينفعه. أما مَا وكلكم الله عز وجل به فتضعونه. وأما مَا تكفل لكم به فتطلبونه مَا هكذا نعت الله عباده المؤمنين.

أذووا عقول فِي طلب الدنيا ويله عما خلقتم له فكما ترجون الله بما تؤذون من طاعته فكذلك أشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>