للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، وأما الرحم الخاصة فتزيد النفقة على القريب، وتفقد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم وتتفاوت مراتب استحقاقهم فِي ذلك كما فِي الحديث الأقرب فالأقرب.

آخر: ... مَاذَا عَلَيَّ وَإِنْ كُنْتُمْ ذَوِي رَحمِي ... أَنْ لا أحُبُّكُمُوا إنْ لَمْ تُحِبُونِي

لا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي ظَمَائِرِهُمْ ... مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي

آخر: ... مِنْ النَّاسِ مَنْ يَغْشَى الأبَاعِدَ نَفَعُّهُ ... وَيَشْقَى بِهِ حَتَى الْمَمَاتِ أَقَارِبُهُ

فِإِنْ كَانَ خَيْرًا فَالْبَعِيدُ يَنَالُهُ ... وِإِنْ كَانَ شَرًا فَابْنُ عَمِّكَ صَاحَبُهُ

آخر: ... وَإِذَا تَكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لَهَا ... وَإِذَا يُحَاخسِ الْحَيْسُ يُدْعَى جُنْدُبُ

هَذَا لَعَمْرُ كُمُوا الصِّغَارُ بِعَيْنِهِ ... لا أُمَّ لِي إِنْ كَانَ ذَاكَ وَلا أَبُ

وقال ابن أبي جمرة: تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه، وبالدعاء، والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة.

وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة فإن كانوا كفارًا أو فجارًا فمقاطعتهم فِي الله هي صلتهم، بشرط بذل الجهد فِي وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا بأن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا على الطريق المثلى.

شِعْرًا: ... وَلَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ ثَمَّ خَبَرْتُهُمْ ... وَعَلِمْتُ مَا مِنْهُمْ مِنْ الأسْبَابِ

فَإِذَا الْقَرَابَةُ لا تُقَرِّبُ قَاطِعًا ... وَإِذَا الدِّيَانَةُ أَقْرَبُ الأسْبَابِ

ومن اللطائف أن ابن المقري كتب لوالده حين امتنع عن النفقة عليه:

لا تَقْطَعَنَّ عَادَةَ بِرٍ وَلا

تَجْعَلْ عِتَابَ الْمَرْءِ فِي رِزْقِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>