للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون بين جيران يضمرون الشر له والعداوة، ويدبرون له المكائد ويذمرون عليه خصومه.

فالشخص الذي بجانبه جيران سوء يعملون للإضرار به فِي نفسه أو ماله أو عرضه، ويحوكون له العظائم والدواهي، منغص عيشه، لا يهنأ له بال، غير مرتاح، تجده قلقًا مِنْهُمْ إن دخل أو خرج، ولا ينعم بمال، تراه مقطب الوجه، محزون النفس مكلوم الفؤاد.

وتجد أهله معهم فِي لجاج، كل ذلك من جار السوء، إما من قبل التسلط على أهله أو على أولاده، وإما بوضع أذية فِي طريقه أو فِي بيته، وأبتعد على ملكه أو بتجسس عليه بدون مبرر وإما بنظر وتطلع عليهم من نافذة أو باب أو سطح أو رمي حصا ونحوه عليهم أو نحو ذلك من أنواع الأذايا.

وربما اضطر إِلَى بيع منزله من أجل جار السوء، كما ذكر بعض من ابتلى بجار سوء اضطره إِلَى بيع ملكه قال فِي ذلك:

يَلُومُونَنِي إِنْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلِي ... وَلَمْ يَعْلَمُوا جَارًا هُنَاكَ يُنَغَّصُ

فَقُلْتُ لَهُمْ كُفُّوا الْمَلامَ فَإِنَّمَا ... بِجِيرَانِهَا تَغْلُوا الدِّيَارُ وَتَرْخُصُ

آخر:

أَرَى دَارَ جَارِي عَنْ تَغَيَّب حُقْبَةً ... عَليَّ حَرَامًا بَعْدَهُ إِنْ دَخَلْتُهَا

قَلِيلٌ سَؤَالِي جَارَتِي عَنْ شُؤونِهَا ... إِذَا غَابَ رَبُّ الْبَيْتِ عَنْهَا هَجَرْتُهَا

أَلَيْسَ قَبِيحًا أَنْ يُخَبَّرَ أَنَّنِي ... إِذَا غَابَ عَنْهَا شَاحِطَ الدَّارِ زرْتُهَا

آخر:

اطْلُبْ لِنَفْسِكَ جِيرَانًا تُسَرُّ بِهِمْ ... لا تَصْلُحُ الدَّارُ حَتَّى يَصْلُحَ الْجَارُ

آخر:

شِرَى جَارَتِي سِتْرًا فُضُول لأَنَّنِي ... جَعَلْتُ جُفُونِي مَا حَيِيتُ لَهَا سِتْرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>