للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا خيرًا ولا يفعل إلا فعل الكرام الذين يشكرون الصنيع ويكافئون على الإحسان وعَلَى المضيف أن يحتسب الأجر من الله على فعله المعروف ويغتنم مثل هذه الأعمال ولا يأل جهدًا فِي اصطناع المعروف مهما أمكنه ذلك فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صناع المعروف تقي مصارع السوء» . وقال علي رضي الله عنه: لا يزهدك فِي المعروف كفر من كفره فقد يشكر الشاكر بأضعاف جحود الكافر وقال الشاعر:

مَنْ يَفْعَلَ الْخَيْرَ لا يَعْدَمُ جَوَازِيَهُ ... لا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسُ

آخر: ... إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكَ إِحْسَانٌ تَجُودُ بِهِ ... فَجُدْ بِجَاهِكَ إِنَّ الْجَاهَ إِحْسَانُ

آخر: ... وَمَا نِعْمَةٌ مَشْكُورَةٌ قَدْ صَنَعْتُهَا ... إِلَى غَيْرِ ذِي شُكْرٍ بِمَانَعَتِي أُخْرَى

سَآتِي جَمِيلاً مَا حَيَيْتُ فَإِنَّنِي ... إِذَا لَمْ أُفِدْ شُكْرًا أَفَدْتُ بِهِ أَجْرَا

قالوا: وينبغي لمن قدر إسدائه للمعروف أن يعجله حذرًا من فواته ويبادر به خيفة عجزه ويتحرى الأخيار الكرام كما يتحرى لزراعته الرياض الطيبة وليحذر من بذر المعروف باللئام الأنذال فإنهم كالأرض السبخة تمرر الماء العذب وتفسد البذر ولا تأمن مِنْهُمْ أن ينالك جزاء إحسانك إليهم سوء وقديمًا قيل:

وَلا تَصْطَنِعْ إِلا الْكِرَامَ فَإِنَّهُمْ ... يُجَازُونَ بِالنَّعْمَاءِ مَنْ كَانَ منْعِمَا

وَمَنْ يَتَّخِذْ عِنْدَ اللِّئَامِ صَنِيعَةً ... يَظَلُّ على آثَارِهَا مُتَنَدِّمَا

آخر: ... إِذَا شِئْتَ أَنْ تُعْطِي الأُمُورَ حُقُوقِهَا ... وَتُوقِعَ حكْمَ الْعَدْلِ أَحَْسَن مَوْقِعِهِ

فَلا تَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... فَظُلْمُكَ وَضْعُ الشَّيْءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ

آخر: ... لَيْسَ الْكَرِيمُ الَّذِي يُعْطِي عَطِيَّتَهُ ... عَنِ الثَّنَاءِ وَإِنْ أَغْلَى بِهِ الثَّمَنَا

إِنَّ الْكَرِيمُ الَّذِي يُعْطَى عَطِيَّتَهُ ... يَقْصُدْ رِضَى رَبِّهِ لا يَبْتَغِي ثَمَنَا

وَلا يُرِيدُ بِبَذْلِ الْعُرْفِ مُحْمَدَةً ... وَلا يَمُنُّ إِذَا مَا قَلَّدَ الْمِنَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>