للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدكم فيقول: هذا لكم وهذا هدية أهديت لي فهلا جلس فِي بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدي له أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ مِنْه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كَانَ بعيرًا له رغا أو بقرًا له خوارٌ أو شاة تيعر» .

ثم رفع يديه حتى رأينا عَفْرَتَيْ إبطيه ثم قال: «اللهم هل بلغت» . متفق عليه، قال الخطابي: وفي قوله: «هلا جلس فِي بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدي إليه أم لا» . دليل على أن كل أمر يتذرع به إِلَى محظور فهو محظور.

وكل داخل فِي العقود ينظر هل يكون حكمه عند الانفراد كحكمه عند الاقتران أم لا.

أما الذي يلتزم حدود الله فِي وظيفته ولا يخون الواجب الذي طوقه فهو من المجاهدين قال صلى الله عليه وسلم: «العامل إذا استعمل فأخذه الحق وأعطى الحق لَمْ يزل كالمجاهد فِي سبيل الله حتى يرجع إِلَى بيته» .

شِعْرًا: ... فَلِلَّهُ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

تَسِحُّ لِفَرْطِ الْوَجْدِ أَجْفَانُهُ دَمَا

يَقِيمُ إِذَا مَا اللَّيْلُ مَدَّ ظَلامَهُ

عَلَى نَفْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ مَأْتَمَا

فَصِيحًا بِمَا قَدْ كَانَ مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِ

وَفِيمَا سِوَاهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا

وَيَذْكُرُ أَيَّامًا مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ

وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَةِ أَجْرَمَا

فَصَارَ قَرِينَ الْهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ

وَيَخْدِمُ مَوْلاهُ إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا

يَقُولُ إِلَهِي أَنْتَ سُؤلِي وَبُغْيَتِي

كَفَى بِكَ لِلرَّاجِينَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>