للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعصي العام مخافة قابل أعد لهم تقوى الله قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ولتكون فتنة من بعدي.

وقال سعيد بن المسيب: توفي والله عمر رضي الله عنه وزاد فِي الشدة فِي موضعها واللين فِي مواضعه وكان أبا العيال حتى إنه يمشي على المغيبات اللاتي غاب عنهن أزواجهن ويقول: ألكن حاجة حتى اشتري لكن فإني أكره أن تخدعن فِي البيع والشراء فيرسلن معه جواريهن.

فيدخل ومعه جواري النساء وغلمانهم ما لا يحصي فيشتري لهن حوائجهن فمن كَانَت ليس عندها شيء اشترى لها من عنده وكان يحمل حراب الدقيق على ظهره للأرامل والأيتام فقال بعضهم له: دعني احمل عنك. فقال عمر: ومن يحمل عني ذنوبي يوم القيامة.

ويروى أنه مر بنوق قَدْ بدت عليها آثار النعمة تهف ذراها فسأل عن صاحبها فقالوا: عبد الله بن عمر فساقها إِلَى بيت مال المسلمين ظنًّا مِنْه أن ثروة ابنه لا تفي لها وأنه لولا جاهه بين الناس مَا قدر على إطعامها.

وفي ذلك يقول الشاعر:

وَمَا وَفَى ابْنُكَ عَبْدُ اللهِ أَيْنُقُهُ

لَمَّا اطَّلَعْتَ عَلَيْهَا فِي مَرَاعِيهَا

رَأَيْتَهَا فِي حِمَاهُ وَهِي سَارِحَةٌ

مِثْلَ الْقُصُورَ قَدْ اهْتَزَّتْ أَعَالِيهَا

فَقُلَت مَا كَانَ عَبْدُ اللهِ يُشْبِعَهَا

لَوْ لَمْ يَكُنْ وَلَدِي أَوْ كَانَ يَرْوِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>