للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام وبينما هو ذات يوم يطوف إذ وطئ أعرابي ثوبه فلطمه جبلة لطمة هشمت أنفه فشكاه الأعرابي إِلَى عمر فأمر أن يقتص من جبلة فأبى جبلة أن يمكنه من القصاص وهرب والتجأ إِلَى القسطنطينية وتنصر.

وفي ذلك يقول الشاعر:

كَمْ خِفْتَ فِي اللهِ مَضْعُوفًا دَعَاكَ بِهِ

وَكَمْ أَخَفْتَ قَوِيًّا يَنْثَنِي تِيهَا

وَفِي حَدِيثِ فَتَى غَسَّانَ مَوْعِظَةٌ

لِكُلِّ ذِي نَعْرَةٍ يَأْبَى تَنَاسِيهَا

فَمَا الْقَوِيُّ قَوِيًّا رَغْمَ عِزَّتِهِ

عِنْدَ الْخُصُومَةِ وَالْفَارُوقُ قَاضِيهَا

وَمَا الضَّعِيفُ ضَعِيفًا بَعْدَ حُجَّتِهِ

وَإنْ تَخَاصَمَ وَالِيهَا وَرَاعِيهَا

ويروى أن عمر رضي الله عنه كتب إِلَى عمرو بن العاص إنه قَدْ فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لَمْ تكن حين وليت مصر فكتب إليه عمرو إن أرضنا أرض مزدرع ومتجر فنحن نصيب فضلاً عما نحتاج إليه لنفقتنا فكتب إليه إني خبرت من عمال السوء مَا كفى وكتابك إِلَى كتاب من أقلقه الأخذ بالحق وَقَدْ سؤت بك ظنًا وَقَدْ وجهت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك فأطلعه وأخرج إليه مَا يطالبك وأعفه من الغلظة عليك، فلم يسع عمرو بن العاص عَلَى دهائه وعلو مكانه وبعده عن أمير المؤمنين إلا الخضوع لما أمر به ومقاسمه محمد بن سلمة ماله وإلى هذه القصة يشير الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>