للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَيَغْفِرُ غَيْرَ الشِّرْكِ رَبِي لِمَنْ يَشَا ... وَحُسْنُ الرَّجَا وَالظَّنِ بِاللهِ أَجْمَلُ

وَإِنَّ جَنَانَ الْخُلْدِ تَبْقَى وَمَنْ بِهَا ... مُقِيْمًا عَلَى طَوْلِ المَدَى لَيْسَ يَرْحَلُ

أُعِدَّتْ لِمَنْ يَخْشَى الإِلَهَ وَيَتَّقِي ... وَمَاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ فَهُوَ مُهَلِّلُ

وَيَنْظُر مَنْ فِيهَا إِلَى وَجْهِ رَبِّهِ ... بِذَا نَطَقَ الوحِيُ المبينُ المنزُّلُ

وإن عَذَابَ النَّار حقٌّ وإنَّهَا ... أُعِدَّتْ ِلأَهْلِ الكُفْرِ مَثْوَى وَمَنْزِلُ

يُقِيمُوْنَ فِيْهَا خَالدِيْنَ عَلَى المَدَى ... إِذَا نَضِجَتْ تِلْكَ الجُلُودُ تُبَدَّلُ

وَلَمْ يَبْقَ بِإِجْمَاعِ فِيهَا مُوَحِدٌ ... ولَوْ كَانَ ذَا ظُلْمٍ يَصُولُ وَيَقْتُلُ

وإنَّ لِخَيْرِ الأَنْبِيَاءِ شَفَاعَةً ... لَدَى اللهِ فِي فَصْل القَضَاء فَيَفْصِلُ

وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِينَ مِنْ أَهْلِ دِينِهِ ... فَيُخْرِجَهُمْ مِنْ نَارِهمْ وَهِي تُشْعِلُ

فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ فَيُنْبُتُوا ... كَمَا فِي حَمِيل السَّيْلِ يَنْبُتُ سُنْبُلُ

وَإِنْ لَهُ حَوْضًا هَنِيْئًا شَرَابُهُ ... مِنْ الشَّهْدِ أَحْلَى فَهُوَ أَبْيَضُ سَلْسُلَ

يُقَدِّرُ شَهْرًا فِي المَسَافَةِ عَرْضُهُ ... كَأْيِلََةَ مِنْ صَنْعَا وَفِي الطَّوْلِ أَطْوَلُ

وَكِيْزَانُهُ مِثْلُ النُّجُوْمِ كَثِيْرَةٌ ... وَوُرَّادُهُ حَقًّا أَغَرُّ مُحَجَّلُ

مِنْ الأُمَّةِ المُسْتَمْسِكِينَ بِدِينِهِ ... وَعَنْهُ يُنَحِّى مُحْدِثُ وَمُبَدِّلُ

فَيا ربِّ هَبْ لِي شَرْبةً مِن زُلاَلِهِ ... بِفَضْلِكَ يَا مَنْ لَمْ يَزَلْ يَتَفَضَّلُ

اللهم يا عظيم العفو، يا واسع المغفرة، يا قريب الرحمة، يا ذا الجلال والإكرام، هب لنا العافية في الدنيا والآخرة.

اللهم يا حي ويا قيوم فرغنا لما خلقتنا له، ولا تشغلنا بما تكفلت لنا به، واجعلنا ممن يؤمن بلقائك، ويرضي بقضائك، ويقنع بعطائك، ويخشاك حق خشيتك.

اللهم اجعل رزقنا رغدَا، ولا تشمتت بنا أحدَا.

اللهم رغبنا فيما يبقى، وزهدنا فيما يفنى، وهب لنا اليقين الذي لا تسكن النفوس إلا إليه، ولا يعول فِي الدين إلا عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>