تَعَالى لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ وَاسْتَمَرُّوا عَلَى أَقْدَامِهِمْ رَفَعُوا رُؤُوسهَمُ ْإلى السَّمَاءِ وَقَالَوا: يَا رَبُّ مَعَ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مَعَ الْمَظْلُومِ حَتَّى يُؤَدَى إِلَيْهِ حَقَّهُ.
وَقِيلَ لَمَّا حُبِسَ خَالِدُ بن بَرْمَكٍ وَوَلَدُهُ قَالَ: يَا أَبَتِي بَعْدَ الْعِزِّ صِرْنَا فِي الْقَيْدِ وَالْحَبْسِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ دَعْوَةُ مَظْلُومٍ سَرَتْ بِلَيْلٍ غَفَلْنَا عَنْهَا وَلَمْ يَغْفُل اللهُ عَنْهَا وَكَانَ يَزِيدُ بنُ حَكِيمٍ يَقُولُ: مَا هِبْتُ أَحَدًا قَطُّ هَيْبَتِي رَجُلاً ظَلَمْتُهُ وَأَنَا أَعْلَمُ لا نَاصِرَ لَهُ إِلا اللهُ يَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ، وَاللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ.
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: يَجِيءُ الظَّالِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى إِذَا كَانَ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ لَقِيَهُ الْمَظْلُومُ وَعَرَّفَهُ مَا ظَلَمَهُ بِهِ فَمَا يَبْرَحُ الَّذِينِ ظُلِمُوا بِالَّذِينَ ظَلَمُوا حَتَّى يَنْزِعُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ فَإِنْ لَمْ يَجِدُوا لَهُمْ حَسَنَاتٍ حَمَلُوا عَلَيْهِمْ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مِثْلَ مَا ظَلَمُوهُمْ حَتَّى يُرَدُّوا إلى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِن النَّارِ.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَنِيسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا فِيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّان لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارِ وَعِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ إلى أَنْ أُقِصَّهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ فَمَا فَوْقَهَا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَا» .
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي حُفَاةً عُرَاةً فَقَالَ: «بِالْحَسَنَاتِ وَالسِّيَّئاتِ جَزَاءً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدا» . وَجَاءَ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ ضَرَبَ سَوْطاً ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَعَن ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ» . وَقَالَ سَعِيدُ بنُ الْمُسَيِّبَ رَحِمَهُ اللهُ لا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute