للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْ أَشْيَاءَ فَقَالَ: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأرض مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} .

وَذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ آدَابًا نَحْوَ الصبي إذا بَلَغَ سِنَّ التَّمِييزِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: وَمَهْمَا بدت من الصّبي مخايل التمييز فينبغي أن يُحْسَنَ مُرَاقَبَتَهُ ومطالعةُ أحواله فإذا ظهرت في وجهه أنوار الحياء وكان يَحْتَشِم ويَستحي مِن بعضِ الأفعالِ حتى يَراها قبِيحة.

فهذه هدايَةٌ مِن الله تعالى إليه وبشارة تَدُلُّ على اعتدالِ الأَخلاقِ وصفاءِ القلبِ.

وَمِنْ هَذِهِ حَالهُ فَهُوَ مُبَشَّر بكمال العقلِ عند البلوغِ.

فَيَنَبْغِي أن لا يُهْمَلَ عن رِعَايَةِ الاعتناءِ في حقّه بِحُسْن الأَدبِ.

وَجُمْلَةُ ما نُشِيرُ إليه ممَّا يُعَامَلُ به من الآدابِ وَاحدٌ وثلاثون أَدَبًا.

الأَدَبُ الأَوَّلُ: هُوَ أَنَّ الْغَالِبَ على الأطفال الشّرَهُ في الطعامِ فَيَنْبَغِي أن يُؤَدَّبَ فيه فلا يأْكلُ الطَّعَامَ إلا بِيَمِينِهِ.

ويقولُ بسم اللهِ عند أَكْلِهِ وَليَأْكُلْ مِمَّا يَلِيهِ.

ولا يُبَادِرُ إلى الطَّعَامِ قَبْلَ غَيْرِهِ.

قَالَ الشاعر:

... وَإِن مُدَّتِ الأَيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أَكُنْ ... بِأَعْجَلِهِمْ إِذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ ... >?

????

???? ولا يُحَدِّق إلى الطعام وإلى مَنْ يَأْكُله فإنَّ هَذِهِ دَلِيلٌ على البُخل.

الأَدَبُ الثَّانِي: يُؤْمَرُ أَنْ لا يُسْرَعَ فِي الأَكْلِ، وَيَمْضَغَ الطَّعَامَ مَضْغًا جَيِّدًا وَلا يُوَالي بَيْنَ الأَكَلاتِ وَيُلَطِّفُ اللُّقْمَةَ وَلا يُلطِّخُ أَثْوَابَهُ.

الأَدَبُ الثَّالِثُ: يُعَوَّدَ أَكْلَ الْخُبْزِ مِنْ غَيْرِ الإِدَامِ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>