للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَدِيث أن أحد المسلمين قال لِرَسُولِ اللهِ ?: إن فُلانة تصوم النَّهَارَ وتَقُوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها. قال: ((لا خَيْر فيها هِيَ في النار)) .

وكَانَ النَّبِيّ ? يدعو ربه بأن يُحسن خُلقه وَهُوَ أحسن النَّاس خلقاً وكَانَ يَقُولُ في دعائه: ((اللَّهُمَّ حسنت خلقي فحسن خُلقي)) . وَيَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أهدني لأحسن الأَخْلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إِلا أَنْتَ)) . ومعلوم أنه لا يدعو إِلا بما يحبه الله ويقربه منه.

ومن ذَلِكَ مدح الله تَعَالَى للنبي ? بحسن الخلق فقَدْ جَاءَ في القرآن {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وَاللهِ لا يمدح إِلا على الشَيْء العَظِيم، ومن ذَلِكَ كثرة الآيات القرآنية بموضوع الأَخْلاق أمراً بالجيد منها ومدحاً للمتصفين به ومَعَ المدح الثواب، ونهياً عن الردي منها وذم للمتصفين به ومَعَ الذم العقاب ولا شك أن كثرة الآيات في موضوع الأَخْلاق دَلِيل على أهميتها.

وبالتالي فالإكثار من الأَخْلاق الفاضلة والإقلال منها يكون جمال الإِنْسَان بنسبة ذَلِكَ الإكثار أو الإقلال وكَذَلِكَ ترك مكارم الأَخْلاق شين لتاركها كبير وعلي قدر ما تركه شينه عِنْدَ الكبير منا والصغير فمهما أكثرت أو أقللت من تركها يكون شينك بنسبة ذَلِكَ التقدير.

ولذَلِكَ أنظر إلى الكفار حيث أنهم تركوها كُلّهَا ولم يكن عندهم من مكارم الأَخْلاق شَيْء تجدهم في قبح الأَخْلاق عندنا فقط بل عِنْدَ الله به يمدح الله الْمُؤْمِنِين المتصفين بذَلِكَ ويدخلهم الْجَنَّة فَانْظُرْ أي نصيب نصيبك من تلك الخلال الحسان لتعرف قدرك وقيمتك عِنْدَ الله وعِنْدَ خلقه إن الألم ليملؤ الجوانح على الأَخْلاق الفاضلة وعلى عُشاقها الفضلاء النبَلاء ماتت وماتوا، أين هِيَ الإخلاص الَّذِينَ يرون الموت خيراً من حياة الرياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>