للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمرأة شديدة التأثر بسلوك زوجها الديني فإن رأت منه حرصًا على التستر والعفة والنزاهة والعبادة اقتدت به وبادرت إلى ذَلِكَ استجابة لعاطفته وإرضاء لزوجها وإن رأت منه تشجيعًا على الإهمال والانفلات من أحكام الدين وأدب الأسرة لم تجد بُدًا آخر الأَمْر من أن تستجيب له وتفعل ما يرضيه.

هَذَا في الغالب وقل أن تجد من تبتعد عَنْهُ إذا رأته غير مستقيم وَكَمْ من زوجات خرجن من بيوت آبائهن عفيفات قانتات يصمن أيام البيض ويقمن لصلاة الليل فما مكثن غير زمن يسير حتى انحرفن عن ذَلِكَ كله بتأثر الزوج وانحرافه وجهله وتوجيهاته الفاسدة وتعليمه لها بالقول والْفِعْل نسأل الله العافية.

وأقل النَّاس إيمانًا وتوفيقًا وأبعدهم عن الأَخْلاق الفاضلة من أهدر المحاسن كُلّهَا ولو كانَتْ تربو بكثير على المساوئ.

وجعل المساوئ نصب عينيه وَرُبَّمَا مددها وبسطها وطولها وألحق بها غيرها وكررها وأعادها وفسرها بظنونه السيئة وتأويلاته الفاسدة.

وأضاف إليها من الكذب والبهت ما تستغيث منه الفضيلة كما هُوَ الواقع عِنْدَ كثير من أَهْل هَذَا العصر المظلم بالمعاصي والفتن والمنكرات والظلم.

وبعض يلاحظ المحاسن والمساوئ ويوازن بينهما ويعامل الزوجة بما يرى أنه مقتضى كُلّ واحد منها وهَذَا منصف ولكن الكمال في الحالة الأولى وقَدْ حرمه ولَقَدْ أجاد القائل:

<<  <  ج: ص:  >  >>