للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجاب لفوات وَقْت الإمهال {وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ} .

فيا عباد الله انتبهوا من رقدتكم واستدركوا بقية أعماركم واحذروا الانهماك في دار الغرور فالويل لكم إن أدرككم الموت وأنتم على هذه الحالة، زينتم الفُلل والقصور ونسيتم القبور، اذكروا القبر وظلمته ووحشته والموت وسكرته والميزان وخفته أو رجحته والكِتَاب وأخذته والصراط ودقته، والموت، وسكرة في سكرة وحيرة في حيرة وجذبة يا لها من جذبة وكربة يا لها من كربة فالمسكين يكابد غُصص المنون داهش العقل كالمحزون.

فالله الله عباد الله أفيقوا من سكراتكم وانتبهوا من نوماتكم واستيقظوا من غفلاتكم قبل مفاجأة المنية وحلول الرزية ووقوع البلية حيث لا مال ولا ولد نافع ولا حميم شافع ولا فرح واقع ولا رجَاءَ طامَعَ ولا حسنة تُزادُ ولا سيئة تُحذف ولا حياة تعاد ويزودك أحبابك بالحزن عَلَيْكَ والبُكَاء فلا عثرة تُقال ولا رجعة تُنال.

شِعْرًا: ... أَلا إِنَّ أَيَّامَ الْحَيَاةِ مَرَاحِلُ

طَرِيق الْفَتَى مِنْهَا إِلَى الْمَوْتِ سَاحِلُ

يُسَرُّ بِمَا يَمْضِي لِمَا هُوَ آمِلٌ

وَيَأْتِي الرَّدَى مِنْ دُونِ مَا هُوَ أَمِلُ

وَمَا يَوْمُهُ إِلا غَرِيمٌ مُحْكَّمٌ

إِذَا مَا اقْتَضَاهُ نَفْسَهُ لا يُمَاطِلُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>