للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضي معد وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته وسُواس حرمه وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً وجعلنا حكام النَّاس.

ثُمَّ إن ابن أخي هَذَا مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ لا يوزن به رجل شرفاً ونبلاً وفضلاً وإن كَانَ في الْمَال قل فإن الْمَال ظِلّ زائل وأمر حائل وعارية مستردة وَهُوَ وَاللهِ بعد هَذَا له نبأ عَظِيم وخطر جليل وقَدْ خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقَدْ بذل لها من الصداق كَذَا وعلي ذَلِكَ تم الأَمْر.

ولما أكرمه الله بالرسالة وشرفه بالنبوة كانت خديجة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أسرع النَّاس به إيمانَاً ولدعوته تصديقاً وله إجابة ولم تنتظره آيةٌ أخري زيادة علي ما علمته من مكارم أخلاقه ? وما سمعت من خوارق العادات التي كانت تظهر علي يديه.

وأول شَيْء بديء به الوحي الرؤيا الصادقة فكَانَ لا يري رؤيا إِلا جاءت مثل فلق الصبح ثُمَّ حبب إليه الخلاء والعزلة عن البشر فكَانَ يخلو بغار حراء فيتعبد فيه الليإلي ذوات الْعَدَد فتَارة يمكث عشرة وتَارة أكثر إلي شهر.

وكانت عبادته إذ ذاك علي الشريعة الحنيفية دين أبيه إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام ويأخذ زاده فإذا نفد رجع إلي خديجة فيتزود لمثلها حتى جَاءَ مبلغ الوحي وملك السماء جبريل عَلَيْهِ السَّلام فبينما هُوَ قائم علي الجبل إذ فاجأءه جبريل وَقَالَ أبشر يا مُحَمَّد أَنَا جبريل وأَنْتَ رسول الله إلي هذه الأمة.

ثُمَّ قال له اقَرَأَ قال ما أَنَا بقاريء يريد بذَلِكَ أنه أمي لم يتعلم القراءة من قبل فغطه بالنمط الَّذِي كَانَ ينام عَلَيْهِ حتى بلغ منه الجهد ثُمَّ أرسله فَقَالَ له اقَرَأَ قال ما أَنَا بقارئ فأخذه فغطه ثانية ثُمَّ أرسله فَقَالَ اقَرَأَ قال ما أَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>