للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متكره لها يأتي بها علي السآمة والملل والكراهة فهَذَا محك إيمان الْعَبْد ومحبته لله.

قال بعض السَّلَف إني أدخل في الصَّلاة فأحمل هم خروجي منها ويضيق صدري إذا فرغت لأني خارج منها ولهَذَا قال النبي ? وجعلت قرت عيني في الصَّلاة ومن كانت قرة عينه في شَيْء فإنه لا يود أن يفارقه ولا يخَرَجَ منه فإن قرة عين الْعَبْد نعيمه وطيب حَيَاتهُ به

وَقَالَ بعض السَّلَف إني لأفرح بالليل حين يقبل لما تتلذذ به عيشتي وتقر به عيني من مناجاة من أحب وخلوتي بخدمته والتذلل بين يديه واغتم للفجر إذا طلع لما اشتغل به النَّهَارَ عن ذَلِكَ فلا شَيْء ألذ للمحب من خدمة محبوبه وطاعته أين هَؤُلاَءِ ممن لذتهم وأنسهم عَنْدَ المنكرات.

وَقَالَ بَعْضهمْ تعذبت بالصَّلاة عشرين سنة ثُمَّ تنعمت بها عشرين سنة وهذه اللذة والتنعم بالخدمة إنما تحصل بالمصابرة علي التكره والتعب أولاً فإذا صبر عَلَيْهِ وصدق في صبره أفضي به إلي هذه اللذة.

وَقَالَ أبو زيد سقت نفسي إلي الله وهي تبكي فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك أهـ.

وَقَالَ الله تَعَالَى " وأقم الصَّلاة لذكري "

وَقَالَ ? إنما فرضت الصَّلاة وأمر بالحج وأشعرت المناسك لإقامة ذكر الله رواه أبو داود ولهَذَا كانت عنوان علي الفلاح قال تَعَالَى " إنما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْم الآخرِ وَأَقَامَ الصَّلاة "

<<  <  ج: ص:  >  >>