يستطرف من موجود البادية وكَانَ ? يهاديه ويكافئه بموجود الحاضرة وبما يستطرف منها وكَانَ ? يَقُولُ زهير باديتنا ونَحْنُ حاضرته.
ولَقَدْ جَاءَ إلي السوق يَوْماً فوَجَدَ زهيراً قائماً من قبل ظهره وضمه بيده إلي صدره فأحس زهير أنه الرَّسُول ? فجعل يمسح ظهره في صدر النَّبِيّ ? رجَاءَ البركة من الله ثُمَّ من جسده ? فجعل ? يَقُولُ من يشتري الْعَبْد قال زهيرٌ إذاً تجدني كاسداً فَقَالَ المصطفي ? أَنْتَ عَنْدَ الله غالٍ.
وكَانَ ? يمزح ولا يَقُولُ إِلا حقاً فمن ذَلِكَ أن رجلاً جاءه فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ احملني فَقَالَ أحَمَلَكَ علي ابن الناقة فَقَالَ ما عسي يغني عني ابن الناقة فَقَالَ النَّبِيّ ? ويحك وهل يلد الجمل إِلا الناقة.
وجاءته مرة عجوز فقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ ادع الله لي أن يدخلني الْجَنَّة فَقَالَ يا أم فلان لا يدخل الْجَنَّة عجوز فولت تبكي فَقَالَ أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تَعَالَى يَقُولُ:{إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً} .
ومن ذَلِكَ أن أنساً كَانَ له أخ يُقَالُ له أبو عمير وكَانَ له نغر ((طائر صغير)) يلعب به فمَاتَ فدخل علي النَّبِيّ ? ذات يوم وَهُوَ حزين فَقَالَ ما شأنه قيل له مَاتَ نغره فَقَالَ يا أبا عمير ما فعل النغير.
وكَانَ النَّبِيّ ? يكرم كريم كُلّ قوم ويوليه أمرهم ويقبل معذرة المعتذر إليه وإليك قصة كعب بن زهير غضب كعب علي أخيه بجير حين أسلم وآمن بالنَّبِيّ ? فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام من لقي منكم كعب بن زهير فليقتله.
فكتب بجيرُ إلي أخيه كعب يخبره بذَلِكَ وأن النَّبِيّ ? أهدر دمه فإن كَانَ لك في نفسك حَاجَة فصر إليه فإنه يقبل من جَاءَ تائباً ولا يطالبه بما عمل