للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى وَجْهِهِ لِيَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِ الأَمْر أنَّهُ مِنْ أَهْلِ الإِهَانَةِ ويَكُونُ أسْوَدَ الوَجْهِ أْزْرَقَ العَيْنَيْنِ فِي مُنَتْهَى العَطَشِ فِي يَوْمُ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِيْنَ ألفَ سَنَةٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الشَّمَسِ إِلا مِقْدَارُ مِيْلٍ.

إذْ ذَاكَ يِقِفُ مَبْهُوْتاً ذَاهِلَ العَقْلِ شَاخِصَ البَصَرِ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ تُرَاباً ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلى النَّارِ ويُسْلَكُ فِي سِلْسِلةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَبَعْدَ دُخُولِهِ فِيْهَا لا يَخْرُجُ مِنَها أبَداً وَلاَ يَزَداُد إِِلاَ عَذَاباً ولا يُفَتَّرُ عَنْهُ.

إِن اسْتَغَاثَ يُغَاثُ بِمَاءٍ كَالُمْهلِ يَشْوِيْ الوُجُوْهَ ويُذِيْبُ الأَمْعَاءَ وَيُحْرِقُ الجُلُودَ تُحِيْطُ بِهِ النّارُ مِنْ كُلِ جِهَاتِهِ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مَهِادٌ ومِنْ فَوْقِهِم غَواشٍ كُلَّما نَضِجَ جِلْدُهُ بُدِّلَ جِلْداً غَيْرَهُ.

وكُلَّما أْرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا قُمِعَ بمَقَامََِعَ مِنْ حَدِيْدٍ كُلُ هَذَا العَذَابَ يُعَانِيْهِ ولا يَمُوْتُ {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} لا يَمُوتُ فِيْهَا ولا يَحْيَا وسَواءٌ صَبَرَ أمْ لَمْ يَصْبِرْ هُوَ خَالِدٌ فِي جَهَنَّمَ خُلُوداً لا انْتِهَاءَ لَهُ أبَدَاً.

عن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن رسول الله ? أتي بفرس يجعل كُل خطو منه أقصي بصره فسار وسار معه جبريل عَلَيْهِ السَّلام.

فأتي علي قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كُلَّما حصدوا عاد كما كَانَ فَقَالَ يا جبريل من هَؤُلاَءِ قال هَؤُلاَءِ المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهُمْ الحسنات بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شَيْء فهو يخلفه.

ثُمَّ أتي علي قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كُلَّما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذَلِكَ شَيْء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>