للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبي أن يقبل فَقَالَ: أترد علي رسول الله ?.

قال: نعم ومن أحق بالعدل من رسول الله ? فاكتحلت عينا رسول الله ? بدموعه، ثُمَّ قال: صدق ومن أحق بالعدل مني لا قدَّسَ الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها ولا يتعتعه.

ثُمَّ قال: «يا خولة عديه واقضيه فإنه لَيْسَ من غريم يخرج من عِنْدَ غريمه راضياً إلا صلت عَلَيْهِ دواب الأرض ونون البحار ولَيْسَ من عبد يلوي غريمه وَهُوَ يجد إلا كتب الله عَلَيْهِ في كُلّ يوم وليلة إثماً.

ولما بلغ بنيان قريش موضع الركن اختصم القبائل كُلّ قبيلة تريد أن ترفع الركن إلي موضعه وكادوا يقتتلون علي ذَلِكَ فَقَالَ لهُمْ أبو أمية ابن المغيرة بن عَبْد اللهِ بن عمرو بن مخزوم وكَانَ شريفاً مطاعاً: اجعلوا الحكم بينكم لأول من يدخل من باب الصفا فقبلوا ذَلِكَ منه وكَانَ أول داخل رسول الله ? فَلَمَّا رأوه قَالُوا: الأمِينُ أقبل وكَانَ يسمي في الجاهلية ((الأمِين)) لأمانته وصدقه فَقَالُوا جميعاً رضينا بحكمه.

ثُمَّ قصوا عَلَيْهِ قصتهم فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام: هَلُمَّ إلي ثوباً، فأتي به فوضع الركن فيه يعني الحجر الأسود ثُمَّ قال: لتأخذ كُلّ قبيلة بطرف من هَذَا الثوب فحمله من أربعة أطراف أربعة من وجوه القبائل وأشرافها وزعمائها ورفعوه إلي محاذاة موضع الحجر.

فتناوله رسول الله ? من الثوب ووضعه بيده الشريفة في محله فكَانَ الأشراف والزعماء خدماً له ? وفي ذَلِكَ يَقُولُ هبيرة بن وهب المخزومي:

<<  <  ج: ص:  >  >>