للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. يَا حَبَّذَا عَيْنَانِ فِي غَسَقِ الدُجَى ... مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتانِ

لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا دَهَتْكَ مُصِيْبَةٌ ... إِنَّ الصَّبْورَ ثَوَابُهُ ضِعْفَانِ

فَإِذَا ابْتُلِيْتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا ... اللهُ حَسْبِي وَحْدَهُ وَكَفَانِي

وعَلَيْكَ بِالفِقْهِ المُبَيِّنِ شَرْعَنَا ... وَفَرَائِضِ المِيْرَاثِ وَالقُرْآنِ

أَمْرِرْ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ ... مَنْ غَيْرَ تَحْرِيْفٍ وَلاَ هَذَيَانِ

هُوَ مَذْهَبُ الزُّهْرِيُ وَوَافَقَ مَالِكٌ ... وَكِلاَهُمَا فِي شَرْعِنا عَلَمَانِ

واللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... بِسَمَائِهِ الدُّنْيَا بِلاَ كِتْمَانِ

فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيْبُهُ ... فَأَنَا القَرْيِبُ أُجِيْبُ مَنْ نَادَانِي

والأصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ ... شَيْءٌ تعالى الرَّبُّ ذُو الإحْسَانِ

صَلَّى الإلَهُ عَلَى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ ... مَا نَاحَ قَمْرِيٌّ عَلَى الأغْصَانِ

وعَلَى جَمِيْعِ بَنَاتِهِ وَنِسَائِهِ ... وعَلَى جَمِيْعِ الصَّحْبِ والإخْوانِ

(موعظة)

عِبَادَ اللهِ: أين الَّذِينَ سادوا وشادوا أوطاننا، وحكموا وأحكموا بنيانَا، وجمعوا فحشدوا أموالاً وأعوانَاً عوضوا بأرباح الهَوَى خسرانَاً، وبدلوا بإعزاز الكبر والتجبر هوانَاً وأخرجوا من ديارهم بعد الجموع وحدانَاً، وما استصحبوا مِمَّا جمعوا إلا أكفاناً.

نصِيْبُكَ مِمَّا تَجْمَعَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ... رِدَاً أنِ تُطْوَى فِيه مَا وَحَنُوْطُ

آخر: ... فَمَا تَزَوَدَ مِمَّا كَانَ يَجْمَعُهُ ... سِوَى حَنُوطِ غَدَاةِ البَيْنِ فِي خَرَقِ

وغَيْرَ نِفْحَةِ أَعْوَادٍ تُشَبُ لَهُ ... وَقَلّ ذَلِكَ مِنْ زَادٍ لِمُنْطَلِقِ

يحملون عَلَى الأعناق ولا يسمون ركبانَاً، وينزلون بطون الألحاد ولا يسمون ضيفانَاً، متقاربين فِي القبور ولا يسمون جيراناً.

<<  <  ج: ص:  >  >>