للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدْ سيقت ومرارة الندم قَدْ ذيقت، فستنطق عليكم الجوارح وتنشر حين الِقَضَاءِ الفضائح.

فيا خجل المقصرين ويا أسف المذنبين ويا حَسْرَة المفرطين ويا سوء منقلب الظالمين، قال الله جَلَّ وَعَلا وتقدس وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} .

وَقَالَ تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} .

خَفِ اللهُ فِي ظُلْمِ الوَرَى واحْذَرَنَّهُ ... وَخَفْ يَوْمَ عَضَ الظَالِمِونَ عَلَى اليَدِ

وَاللهُ أَعْلم وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله وسلم.

فصل: قال بعض السَّلَف: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشَيْء وقر فِي صدره.

وَقَالَ بَعْضهمْ: الَّذِي كَانَ فِي صدر أبي بكر رضي الله عنه المحبة لله والنصيحة لعباده

وَقَالَ طائفة من العارفين: ما بلغ من بلغ بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بسخاوة الأنفس وسلامة الصدر والنَّصِيحَة للأمة، زَادَ بَعْضهمْ: وبذم نفوسهم.

وَقَالَ آخر: إنما تفاوتوا بالإرادات ولم يتفاوتوا بكثرة الصيام والصلوات.

وذكر لأبي سليمان: طول أعمار بني إسرائيل وشدة اجتهادهم فِي الأعمال، وأن من النَّاس من غبطهم بذَلِكَ، فَقَالَ: إنما يريد الله منكم صدق النِّيْة فيما عنده. أو كما قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>